اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى غريغوريوس اللاهوتي
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم الخميس، بذكرى غريغوريوس اللاهوتي وهُوَ مِن ألمع وجوه المسيحيّة، وأكثرها جاذبية. معلم الكنيسة، واللاهوتي العميق الغور، والخطيب والكاتب. وُلِدَ في اربانزا، قرية من اعمال الكبادوك، بالقرب من نازيانزا، حَول سنة 329. دَرَس في قيصرية الكبادوك، ثم في الاسكندرية، واخيرًا في أثينا. والاسكندرية وأثينا حاضِرتا النور في العالم القديم. وفي أثينا نشأت بينه وبين رفيقه ومواطنه باسيليوس صداقة اذابت كلّا منهما في الآخر.
رَجَعَ الى بلاده سنة 357، ونال العماد المقدس وانقطع مع صديقه باسيليوس الى الله في خلوات البنطس. رُسِمَ كاهنًا لكنيسة نازبانزا، ثم رسَمَه باسيليوس اسقفًا لأحد الكراسي الخاضعة لقيصرية. في سنة 375 عاد الى الحياة الرهبانية، وبعد اربع سنوات دُعيَ الى القسطنطينية، سنة 379.
وعَكَفَ بخطاباته وكتاباتِه وآلامه على اعادة السلام الى هذه الكنيسة التي مزّقتها مدة اربعين سنة البدعة الآريوسيّة، يعاونه الامبراطور التقي ثيودوسيوس الكبير. وإذ التأمَ فيها المجمع المسكوني الثاني سنة 381، نادى به في شهر ايار من السنة نفسها رئيسًا لأساقفتها. الا انّه ما عتَّم ان استقال وعاد الى مسقط رأسه، حيث أنهى حياته الأرضيّة وانتقَل الى الحياة الأبدية سنة 389 او 390.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "الحقّ الحقّ أقول لكم: أنا باب الخراف". جاء يسوع ليفتح الباب الذي كان مغلقًا أمامنا. هو نفسه الباب. فلنَعترف به إذًا ولندخل ولنفرح بدخولنا.
"جميع الذين جاؤوا قبلي هم لصوص وسارقون"... ويعني بذلك "كلّ مَن جاء خارجًا عنّي". جاء الأنبياء قبل مجيئه، فهل كانوا لصوصًا وسارقين؟ لا، أبدًا. لأنّهم لم يأتوا خارجًا عن المسيح بل كانوا معه. أرسلهم أمامه مثل المرسلين، لكنّه كان يحمل بين يديه قلب مرسليه... وقال: "أنا الطّريق والحقّ والحياة". إذا كان هو الحقّ، فمَن كان في الحقّ كان معه. أمّا مَن جاء خارجًا عنه، فهم على العكس لصوص وسارقون، لأنّهم لم يأتوا إلاّ لينهبوا ويُميتوا. قال يسوع: "لكنّ الخراف لم تُصغِ إليهم".
فالأبرار آمنوا أنّه سيأتي، كما نؤمن أنّه أتى. تغيّرت الأزمنة، لكنّ الإيمان لم يتغيّر... الإيمان نفسه يجمع بين مَن آمن أنّه سيأتي ومَن يؤمن أنّه أتى. ونحن نراهم كلّهم يدخلون في أوقات مختلفة، من خلال الباب الوحيد للإيمان، أي عبر المسيح... نعم، كلّ مَن آمن في الماضي في أيّام إبراهيم أو إسحق أو يعقوب أو موسى أو البطاركة أو الأنبياء الآخرين الذين أعلنوا جميعًا مجيء المسيح، هؤلاء كانوا من خرافه. سمعوا من خلالهم المسيح نفسه، وليس صوتًا غريبًا بل صوته الخاصّ.
من جهة أخرى، احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بحلول عيد عرس قانا الجليل.
يذكر أنه يعتبر عيد عرس قانا الجليل، من الأعياد السيدية الصغرى في التقسيم الطقسي للأعياد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي يندرج تحته أعياد سيدية كبرى تتمثل في عيد البشارة ويكون يوم 29 برمهات، وعيد الميلاد 29 كيهك، وعيد الغطاس 11 طوبة، وأحد الشعانين الأحد السابع من الصوم الكبير، وأحد القيامة وهوالأحد الثامن من الصوم الكبير، وعيد الصعود اليوم الأربعين من القيامة، وعيد العنصرة اليوم الخمسين من القيامة.
وصغرى تتمثل في عيد الختان فى يوم 8 من عيد الميلاد، ودخول السيد المسيح الهيكل (8 أمشير)، وعيد دخول السيد المسيح ارض مصر (24 بشنس، حوالى اول يونيو)، وعرس قانا الجليل (13 طوبة، حوالى 12 يناير)، وعيد التجلى (13 مسرى، حوالى 19 أغسطس)، خميس العهد: الخميس الاخير بنهاية اسبوع الآلام، واحد توما: الاحد التالى بعد عيد القيامة.