اليوم.. عيد اهتداء القديس بولس الرسول في الكنيسة اللاتينية
تحتفل الكنيسة اللاتينية، الخميس، بحلول عيد اهتداء القدّيس بولس الرسول وإيمان بولس الرسول الذي كان يهودياً من سَبَطِ بنيامين يَضطَهِد كنيسَةَ الله وكان حاضِراً رَجْمَ اسْطِفانوس وحارِساً ثيابَ الراجمين. وبَينَما هو يَحمِلُ رسائِلَ رُؤساءِ اليَهود الى دِمَشقِ لإضطِهادِ المَسيحيين ظَهَرَ لَه المسيح قائِلاً: "شاول شاول لِمَ تَضطَهِدُني"
كان شاول يَظُنُّ أنَّ المَسيح قَد ماتَ وقُبِرَ ولا يَزال مَيتاً. فَلَما شاهَدَ المَسيحَ حيّاً، آمَنَ بِهِ وَكرَسَ حياته للتبشيرِ بأنَّ المَسيحَ قامَ وهو المُخلِّص المُنتَظَر. قََبِلَ العمادَ المُقدَّس في دِمشق على يَدِ حَنَنيا الاسقُف وكان لهُ مِن العُمرِ سَبعاً وعِشرين سَنة.
العظة الاحتفالية
ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يعودُ إلى العلمانيّين، بفضلِ دعوتهم الذاتيّة، أن يطلبوا ملكوتَ الله بينما يُديرون الأمور الزمنيّة ويوجِّهونها وفقًا لإرادة الله. إنَّهم يعيشون وسط العالم أي يقومون بجميعِ أعمالِهِ، والواجباتِ المختلفةِ على أنواعها، في الظروف العاديّة للحياةِ العائليّةِ والاجتماعيّةِ وكأنّها تنسج حياتهم. فإلى هذا يدعوهم الله ليَعمَلوا كالخميرِ على تقديس العالم من الداخل، وذلك بقيامِهم بوظائفهم الخاصّةِ بوحي روح الإنجيل، ولكي يُظهروا الرّب يسوع المسيح للآخرين بشهادةِ سيرتهم قبلَ كلِّ شيء وما يشعُّ فيهم من إيمانٍ ورجاءٍ ومحبّة. وإليهم يعودُ بنوعٍ خاص أن يُنيروا كلَّ الأمور الزمنيّة ويوجِّهوها، هذه الأمور التي هُم بها مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بنوعِ أنّها تتمُّ وتزدهرُ دومًا كما يُريد الرب يسوع المسيح وتكون لمجدِ الخالق والفادي.
إنَّ رسالةَ العلمانيّين هي اشتراك في رسالةِ الكنيسة الخلاصيّة بالذات. فالربُّ بنفسه انتدبهم كلّهم إلى هذه الرسالة بالعماد والتثبيت. فبالأسرار، لا سيّما بالإفخارستيا المقدّسة تُمنح وتتغذّى هذه المحبّة نحو الله والإنسان، تلك المحبّة التي هي روح كلِّ رسالة. والعلمانيّون هم مدعوّون بصورةٍ خاصّةٍ إلى أن يجعلوا الكنيسةَ حاضرةً وفعّالة في تلك الأماكن والظروف التي لا يمكنها إلاّ بواسطتهم أن تكون ملح الأرض وهكذا إنّ كلّ علمانيّ، بقوّةِ النِّعَم التي أعطيها، شاهدٌ وفي الوقت عينه أداةٌ حيّة لرسالةِ الكنيسة بالذات "على مقدار موهبة المسيح"
وعلى كلّ العلمانيّين تقع المسؤوليّة الرّائعة في العمل المستمر على أن يصل التدبير الخلاص الإلهي إلى كلِّ الناس في كلّ زمانٍ ومكانٍ يومًا بعد يوم. وبالتالي يجب أن تُفتحَ الطريقُ فسيحةً أمامهم من كلّ الجهات حتّى يتمكّنوا من أن يشتركوا باجتهادهم أيضًا على قدر قواهم وحسب حاجات العصر في عمل الكنيسة الخلاصي.