استخدمه البابا ثيودروس في مباركة سفارة اليونان.. ما هو الماء المقدس؟
استقبل سفير اليونان بالقاهرة نيكولاوس باباجورجيو، صاحب الغبطة بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا ثيودوروس الثاني، الذي زار السفارة لأداء مراسم مباركة المياه التقليدية للعام الجديد 2024، ورافقه الأرشمندريت دمسكينوس رئيس دير القديس جاورجيوس المقدس بمنطقة مصر القديمة في القاهرة، والأرشمندريت اسطفانوس رئيس البروتوكول في بطريركية الإسكندرية.
والتقى البابا ثيودروس بالطاقم الدبلوماسي وموظفي السفارة، والقنصل العام اليوناني بالقاهرة ديسبينا هاسيرتزوغلو.
بعد تبادل التهاني القلبية بمناسبة العام الجديد، أجرى البابا البطريرك مراسم مباركة المياه.
وأعرب صاحب الغبطة عن امتنانه للسفير باباجورجيو، قائلاً: “آتي إلى هنا كل عام بشكل أساسي من أجلكم. أحبك وأقدرك، وأشعر بالفخر بنجاحاتك. أنتم الرافعة السرية التي تحرك هذه الصداقة المهمة بين اليونان ومصر”.
كما عرض البابا ثيودروس لرحلته المرتقبة إلى اليونان، حيث يعتزم زيارة مدينة كالاماتا والاحتفال بعيد دخول (تقدمة) السيد إلى الهيكل في يوم 2 فبراير مع آلاف المؤمنين.
إضافة إلى ذلك، أبلغ الحاضرين عن زيارته التبشيرية المرتقبة إلى نيجيريا، حيث يلتقي برئيس البلاد للمرة الأولى.
ما هو الماء المقدس؟
من جانبه، قال شريف برسوم الباحث في الشؤون الطقسية في تصريح خاص للدستور ان الماء المقدس هو الماء الذي يخضع لصلاة رجال الدين عليه من كهنة ومطارنة واساقفة وبطاركة.
وأشار الي انه في الكنيسة القبطية الارثوذكسية يعتبر أشهر المياه المقدسة هي مياه اللقاني التي تخرج بعد صلاة الكنيسة في عيد الغطاس او عيد الرسل او خميس العهد..
وكذلك يعتبر الماء الخارج عن صلاة تبريك المنازل ماء مقدس.. وتتعامل الكنيسة مع الماء المقدس بمبدأ الخميرة.. حيث انه بمجرد ان يقرب على الانتهاء يقوم الأقباط بملئه من ماء الصنبور ولذلك تظل الكمية كما هي.
وقال عادل عوض، الباحث الكنسي للدستور إن للمياه دورا كبيرا في طقوس الكنيسة وتستخدمها خلال اتمام القداس الإلهي لتضم إلى الكرم الذي يحول بعد ذلك بواسطة الصلوات إلى دم المسيح بحسب إيمانيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
كما يغسل الكاهن يديه بالمياه مرتين خلال القداس الإلهي مرة في بداية القداس ومرة بعد العظة، كما ينهى الكاهن القداس الإلهي برش الشعب بماء البركة، كما تحتل المياه مكانة كبرى نظرا لاستخدامها في المعمودية فيعمد الطفل الذكر بعد 40 يوما من ولادته والأنثى بعد 80 يوما من ولادتها في جرن كبير ممتلئ بالماء ليغمر المعمد بالكلية، على غرار السيد المسيح الذي اعتمد يوم عيد الغطاس على يد القديس يوحنا المعمدان غمرا بالماء في نهر الأردن.
كما يرش المتوفي أيضا بالماء أثناء صلاة الجنازة فيقوم الراعي برش صندوق المتوفى بالماء المصلي عليه وهي فكرة الجناز العام نفسها الذي تتمته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم أحد الشعانين من كل عام، حيث تصلي الكنيسة صلاة المتوفين على كل الشعب نظرا لانشغالها في أسبوع الآلام بالمسيح.
وتستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال بذكرى القديس العظيم أنطونيوس الكبير، وهو الراهب المصري، الذي نشا في قرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف عام 251، والذي يعتبره العالم "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.
جدير بالذكر أنه بحسب السيرة الذاتية للأنبا أنطونيوس، فقد ولد لوالدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو حياة النسك، وفي عام 269 م، إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، ومن ثم انطلق للتفرغ لحياة النسك الشديد.