"الموارنة" يُحيون ذكرى مار سرجيوس الأول بابا روما والمعترف
احتفلت الكنيسة المارونية في مصر بذكرى، مار سرجيوس الأول بابا روما والمعترف، وهو مِن أصلٍ سوري مِن إنطاكِيَة كانَ ذا حَياةٍ بارَّةٍ طاهِرَةٍ. ورحل سَنة 701.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كمعمَّدين حديثًا، مواليد جرن العماد، جميعنا نحن الذين حصلنا على النور، نصرخ مقدِّمين لك الشكر، أيّها الرّب يسوع المسيح إلهنا: "لقد أنرتَنا بنور وجهك وألبستَنا الثياب اللائقة بالعرس المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك".
من سيقول لأوّل مخلوق -أي آدم - ومَن الذي سوف يُظهِر له جمال وتألّق وكرامة أبناءه؟ مَن سوف يُخبر حوّاء البائسة أيضًا أنّ أنسالها أصبحوا ملوكًا، لابسين رداء المجد، وبمجدٍ عظيم يمجّدون الذي مجّدَهم، وكلّهم لامعون بالجسد والروح والملبس؟... ومَن الذي رفعهم؟ إنّه طبعًا قيامتنا. المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك.
أنت لامع، أنت مشعّ، يا آدم.. برؤيتك، يذبل خصمك ويصرخ: "من هو هذا الذي أراه؟ لا أعرف. فالغبار قد جُدِّد والرماد قد تمّ تأليهه. دُعي الفقير والضعيف، وقال استحمّ ودخل للجلوس. لقد جيء به إلى مأدبة، فكانت لديه الجرأة لأكل وشرب ذلك الذي هو نفسه مَن عَمِلَها. ومَن الذي أعطاه؟ إنّه بالطّبع مَن هو قيامته. - المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك.
"لم يعد يتذكّر أخطاءه القديمة، ومن جروحه الأولى لم يعد يُظهر أدنى ندبة. رمى سنوات طويلة من الشلل في البِركة، كما المخلَّع في الماضي، والآن لم يعد يحمل سريره على كتفيه، ولكنّه في الحقيقة يحمل عليه صليب ذلك الذي أشفق عليه والذي فَقَدَني أنا. في الماضي، غالبًا ما غسل "صديق البشر" العديد من البشر في المياه، ولم يتألّقوا هكذا. أمّا هؤلاء، فالّذي هو قيامتهم جعَلَتهم مشرِقين. - المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك...
ها إنّك مخلوق من جديد، معمَّد حديثًا، ها أنت مُجدَّد؛ لا تحني ظهرك تحت الخطايا. أنت تمتلك الصليب كعصا. اتَّكئ عليها. أحضرها في صلاتك، اجلبها الى طاولتك، في سريرك وأينما كان، كعنوان مجدك.. أُصرُخ للشياطين: "الصليب في يدي، أنا واقف، معتزٌّ بمن هو قيامتنا" - المجد لك، المجد لك، لأنّه بهذا كان سرورك.
هذا وتستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاحتفال بذكرى القديس العظيم أنطونيوس الكبير، وهو الراهب المصري، الذي نشا في قرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف عام 251، والذي يعتبره العالم "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.
الجدير بالذكر أنه بحسب السيرة الذاتية للأنبا أنطونيوس، فقد ولد لوالدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو حياة النسك، وفي عام 269 م، إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته، وعاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية، ومن ثم انطلق للتفرغ لحياة النسك الشديد.