يحتفلون بقديس مصرى.. مَن هو «مكاريوس» الذى يحتفل به الغرب والبيزنطيون؟
تحتفل الكنيسة البيزنطية للكاثوليك الغربيين بعيد القديس مكاريوس المصريّ المعترف، ووُلد هذا القدِّيس في الإسكندريّة سنة 305م، من والدين وثنيّين فقيرين، عمل خبّازًا، تعرّف إلى الدِّين المسيحيّ من خلال السيَّاح الذين يبشّرون بالمسيح.
أقام مع الموعوظين ثلاث سنوات ثمّ قبل العماد، وراح يعيش حياة تقشّف وإماتة الحواسّ، أقام في البريّة يمارس أقسى أنواع الصوم والتجرّد: فلا يأكل سوى مرّة في الأسبوع ولا ينام سوى ساعتين في الليل. إِستدعاه أسقف الإسكندريّة ورسمه كاهنًا وله من العمر أربعون سنة. فلم يعتدَّ بذاته بل زاد ممارسة للفضائل والتحلِّي بروح القداسة والتوغُّل في الصحراء. تتلمذ على يده الكثيرون.
أحيا الليالي في الصلاة. ردَّ الكثيرين من الهراطقة إلى الإيمان القويم. نفاه الملك والنس الآريوسيّ إلى إحدى الجزر الوثنيّة فآمن شعبها على يده فأعاده إلى منسكه. رحل سنة 395م.
العظة الاحتفالية
بهذه المناسبة جاءت عظة الكنيسة تقول: إن في غمرة الأهواء ودفق المضايقات، يعضدنا الأمل في رحمة الله التي لا تنضب، ونسارع بكلّ ثقة إلى سرّ التوبة حيث ينتظرنا الربّ في أيّ وقت كأب رحوم. من المؤكّد أنّنا نعي جيّدًا أمامه أنّنا لا نستحقّ غفرانه، ولكنّنا لا نشكّ البتّة في رحمته غير المحدودة. فلننسَ إذًا خطايانا كما فعل الربّ قبلنا.
يجب أن لا نعود إلى الأخطاء التي اعترفنا بها من قبل، لا عن طريق التفكير ولا الاعتراف. بفضل توبتنا الصادقة، غفر لنا الربّ خطايانا مرّة واحدة وإلى الأبد. لماذا نريد العودة إلى أخطاء غفرت من قبل؟ كي نحصل على الغفران مرّة أخرى؟ أو لأنّنا ببساطة نشكّ في أنّها غفرت حقًّا وتمامًا؟ ألا يعني ذلك أنّنا لا نثق في صلاح الله؟
بإمكانك إعادة النظر في التجاوزات التي قمت بها ضدّ برّ الله وحكمته ورحمته، إذا كان ذلك يجلب لك المواساة، ولكن فقط للبكاء بدموع خلاصيّة أي دموع التوبة والمحبّة.