50 عامًا على رحيل عبد الحميد السحار.. جولة في مسيرته
50 عاما مرت على وفاة الأديب عبد الحميد السحار، الذي رحل عن عالمنا في 22 يناير لعام 1974، بعد أن ترك إرثا غزيرا وأصيلا رغم مناصبه العديدة، حيث أنتج حوالي 50 كتابا كان أولها "أحمس بطل الاستقلال" 1943 ثم توالت مؤلفاته على مدى 30 عاما وحتى وفاته.
وللسحار موروث ديني عميق يعود إلى بيئته وأسرته، إذ ولد عام 1913 في أسرة ميسورة الحال، لأب كان تاجرا يعتاد الاجتماع مع أصدقائه مساء كل يوم يتحدثون ويقرأون، وكان الطفل عبد الحميد السحار يستمع إلى هذه الجلسات، ثم تلقى دراسته الابتدائيه بمدرسة الجمالية، وبعدها حصل على البكالوريوس من مدرسة فؤاد الأول الثانوية، وكان في هذه الفترة يعكف على قراءة "البلاغ" و"المقطم" ويعشق "الرسالة" و"الثقافة"، وتفتنه كتابات "المنفلوطي والمازني" فيجوب في حدائق الفكر ويتكون لديه رصيد لا ينضب لكتاباته.
بعد أن تخرج السحار من كلية التجارة عام 1937، تم تعييه مترجما بسلاح الطيران، وعمل بوزارة التجارة ثم بالهيئة العامة للتعدين، كما شغل منصب رئيس مؤسسة السينما التي تولت إنتاج العديد من الأعمال الأدبية الشهيرة فى عهده.
وبحسب تقرير نشرته جريدة "الأخبار" في عام 2002؛ فقد ارتبط السحار بصداقة حميمة بمعظم أدباء عصره، مثل المازني ومحمود تيمور ومحمد فريد أبو حديد وتوفيق الحكيم وطاهر لاشين، أما نجيب محفوظ فكان توأم روح منذ بداية تعارفهما العجيب في الثلاثينيات، وذلك عندما التقيا صدفة أثناء تشييع جنازة ثم امتدت صداقتهما لأكثر من ثلاثين عاما.
أما بالنسبة لمؤلفاته فطغت عليها ملامح إسلامية متعددة، إذ صنف كـ"كاتب إسلامي"، ويعود ذلك إلى كتابته عن "أبو ذر الغفاري، بلال مؤذن الرسول، سعد بن أبي وقاص، أبناء أبو بكر"، وكتب "السحار" أيضا مجموعة محمد رسول الله والذين معه، وتتكون من 20 كتابا وهم: "إبراهيم أبو الأنبياء - هاجر المصرية أم العرب - بنو إسماعيل - العدنانيون - قريش - مولد الرسول - اليتيم - خديجة بنت خويلد - دعوة إبراهيم - عام الحزن - الهجرة - غزوة بدر - غزوة أحد - غزوة الخندق - صلح الحديبة - فتح مكة - غزوة تبوك - عام الوفود - حجة الوداع - وفاة الرسول".
وقدم "السحار" أيضا روايات إسلامية للسينما منها " نور الإسلام" الذي كتب له السيناريو والحوار بالاشتراك مع صلاح أبو سيف مخرج الفيلم، وشارك في سيناريو فيلم "الرسالة" بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي.