الأحد.. الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القديس الشهيد نيوفيطوس
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيس الشهيد نيوفيطوس الذي استشهد في مستهلّ القرن الرابع في مدينة نيقية في عهد الملك ديوكليسيانوس.
العظة الاحتفالية
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن ينبغي أن يعبّرَ المصلّون عن توسّلاتهم ومطالبهم بتواضعٍ وهدوءٍ وانضباطٍ وكتمان. ولنتذكّر أنّنا نقفُ في حضرة الله، وبالتالي يجب أن تكونَ وضعيّة أجسادِنا ونبرةُ أصواتِنا مرضيّةً في عينيّ الله. يجب ألاّ نتفاخر بعبادتنا بطريقةٍ صاخبةٍ بل أن نصلّي بتواضعٍ واحتشام.
يطلبُ منّا السيد المسيح له كل مجد وكرامة في تعاليمه أن نصلّيَ في العزلة لوحدِنا وفي أماكنَ بعيدةٍ وحتّى في حجرتنا، وهذا يتناغمُ بشكلٍ أفضل مع الإيمان. ونحنُ نعلمُ أنّ الله حاضرٌ في كلِّ مكانٍ ويسمعُ الجميعَ ويراهم، وهو يخترقُ بنظرتِهِ الملوكيّةِ الجليلةِ أسرارَ قلوبِنا. في الواقع، إنّه مكتوب في الكتاب المقدّس: "أَإلهٌ أنا عن قُربٍ، يَقولُ الرَّبّ ولَستُ إلهًا عن بُعْد؟ أَيختَبِئُ إنسانٌ في الخَفايا وأنا لا أَراه، يَقولُ الرَّبّ؟ ألستُ مالِئَ السَّمواتِ والأَرض يَقولُ الرَّبّ؟"
أيّها الإخوة الأحبّاء المحبوبين، لا ينبغي أن يتجاهلَ المصلّون كيف كان العشّارُ يصلّي في الهيكلِ إلى جانب الفرّيسيّ. لم يكن العشّارُ يجرأُ أن يرفعَ عينيه نحوَ السماء ولا أن يمدّ يديه بوقاحةٍ، بل كان يقرعُ صدرَه معترفًا بخطاياه الدفينةِ والمستورةِ، وكان يلتمسُ عونَ الرحمة الإلهيّة، على عكس الفرّيسيّ الذي كان يتّكل على نفسِهِ. ولكن في نهاية المطاف، استحقّ العشّار أن يُقالَ عنهُ بارًّا، لأنّه كان يصلّي من دون أن يضعَ رجاء خلاصِهِ في براءتِهِ، إذ ما من أحدٍ بريء، بل كان يصلّي وهو يعترفُ بخطاياه، واستُجيبَت صلاتُهُ من قبل ذلك الذي يغفرُ الخطايا للمتواضعين.