الكنيسة المارونية تحيي ذكرى أفثيميوس الكبير
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى أفثيميوس الكبير اللابس الله، الذي ولد سنة 377 في مدينة ميلتيني من أعمال أرمينيا، رسم كاهنًا في التاسع عشر من عمره سنة 395. وفي سنة 405/406 جاء القدس، وفي سنة 411 انقطع إلى الله في مغارة القدّيس ثاوكتيسوس.
ولع ضياء الكمال الإنجيلي في حياته، إلى حدّ أنّه جذب إلى المسيح الألوف من أفراد القبائل العربيّة حوله. فنالوا العماد المقدّس وتألفت منهم حول الدير الذي بناه، على الطريق النازل من أورشليم إلى أريحا، جماعة مسيحية لها أسقفها. وناضل عن الإيمان القويم ضد الأضاليل التي كانت في عصره منحه الله موهبة صنع العجائب، وانتقل إلى الحياة الأبدية في مثل هذا اليوم من سنة 473، في عهد الإمبراطور لاون الكبير.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن أيّتها النفس، أنتِ هي الصّورة الحيّة للربّ، التي افتداها بدمه الثمين ربّنا يسوع المسيح، أنّ إرادة الربّ تجاهك هي أن تصبحي في هذه الحياة قديسة مثله، وممّجّدَة مثله في الحياة الأخرى.
إنّ اقتناء قداسة الله هي دعوتكِ المضمونة؛ وإليها يجب أن تطمح كلّ أفكاركِ كما كلّ كلماتكِ وكلّ أعمالكِ وكلّ آلامِكِ، وجميع تحركّات حياتك، والّا أنتِ تقاومين الله لأنّك لا تفعلين ما أراد عندما أعطاكِ الحياة وهو ما يريده الأن أن تفعلي.
يا له من عمل مدهش! الغبار تحوّل الى نور، تحوّلت القمامة الى نقاوة، والخطيئة الى قداسة والخليقة الى خالق وتحوّل الإنسان الى الله. كم هو عمل مدهش! أعيد ما قد قلت، لكنّه عمل صعب بحدّ ذاته، لا بل مستحيل للطبيعة المجرّدة: إنّ الله وحده بنعمة منه، بنعمة وافرة وخارقة، يستطيع أن يصل الى هذا الهدف؛ لا يبدو خلق الكون كلّه تحفة رائعة الى هذا الحدّ.
يا نفس، كيف ستفعلين؟ ما هي الوسائل التي ستختارينها كي تصعدي حيث يناديكي الربّ؟ إنّ وسائل الخلاص والقداسة معروفة من الجميع، وهي مُحدَّدة في الإنجيل وقد أوضح معناها روّاد الحياة الروحيّة، وقد مارسها القدّيسون، وهي ضرورة لجميع الذين يبغون الخلاص والوصول الى الكمال؛ هذه الوسائل هي: تواضع القلب، والصلاة الدؤوبة وإماتة الجسد الشاملة والتوكّل على العناية الإلهية والإمتثال لإرادة الله.