من هو القديس مكاريوس المصري الذي يحتفل الموارنة بذكراه
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القديس مكاريوس المصري (300-390) وهو من معلّمي الحياة النسكيّة وزعماء النسّاك في الصعيد المصري. ولد حول سنة 300 وتوفي سنة 390، وله تسعون سنة من العمر، قضى منها ستين في النسك.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:ها قد أتى الوقت، إخوتي الأعزّاء، الّذي فيه "نُنشد الرحمة والقضاء للربّ" إنّه مجيء الربّ، مجيء ربِّ الكلّ الّذي أتى وسيأتي ولكن كيف وإلى أين يأتي؟ ألم يقلْ: "أنا مالئ السماوات والأرض؟" كيف سيأتي إذًا إلى السماء والأرض ذاك الّذي يملأ السماء والأرض؟ اسمعْ ما قاله الإنجيل: "كان في العالم وبه كان العالم والعالم لم يعرفْه" لقد كان حاضرًا وغائبًا في الوقت نفسه: حاضرًا لأنّه كان في العالم، وغائبًا لأنّ العالم لم يعرفْه... كيف يمكن ألاّ يكون بعيدًا ذاك الّذي لم يعرفْه أحد ولم نؤمنْ به، والّذي لم نكن نخشاه، والّذي لم نحبّه؟.
إنّه يأتي إذًا لكي نعرفه، ذاك الّذي لم يعرفْه أحد؛ لكي نؤمن به، ذاك الّذي لم يؤمنْ به أحد؛ لكي نخافه، ذاك الّذي لم يَخَفْه أحد؛ لكي نحبّه، ذاك الّذي لم يحبّه أحد. مَن كان حاضرًا بطبيعته، يأتي برحمته... فكِّروا قليلاً في الله وانظروا ماذا يمكن أن يعني له أن يتخلّى عن قدرةٍ هكذا عظيمة، كيف يَضَعُ سُلطَةً هكذا كبيرة، كيف يُضعِف قوّةً هكذا عظيمة، كيف يجعل جاهِلَةً حكمةً هكذا كبيرة. أكان ذلك واجبَ عدالةٍ تجاه الإنسان؟ بالطبع لا!...
حقًّا يا ربّ، إنّها ليست عدالتي، بل رحمتك هي الّتي قادَتك إليّ؛ إنّه ليس فقرك، بل حاجتي أنا. لقد قلتَ حقًّا: "الرحمة تُبنى في السماوات" هذا حَسَنٌ، لأنّ البؤس كَثُرَ على الأرض. لذلك، "سأسبّح رحمتك يا ربّ" الّتي كشفتها عند مجيئك... عندما ظهر متواضعًا في بشريّته، قديرًا في آياته، قويًّا في محاربة الشياطين، وديعًا في استقبال الخطأة، كلّ ذلك كان نابعًا من رحمته، من أحشاء حنانه. لذلك، "سأسبّح رحمتك يا ربّ"، رحمتك الّتي كشفتها عند مجيئك الأوّل. وبحقّ، لأنّ "مِن رحمة الربّ امتلأت الأرض"