"اللاتينية" في مصر تحيي ذكرى القدّيس سِبَستيانُس الشهيد
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس سِبَستيانُس، الشهيد، الذي استشهد في روما في بداية اضطهاد ديوقلسيانس. قبره اليوم في الدياميس على طريق آبيا. انتشر إكرامه منذ القدم في الكنيسة.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن عندما أتى الرّب يسوع إلى هذا العالم، أحبّه للغاية لدرجة إنَّه أعطى حياته من أجله. لقد أتى ليشبع جوعنا إلى لله. كيف كان ذلك؟ لقد حوّل نفسه إلى خبز الحياة. لقد جعل نفسه صغيرًا وهشًّا ومُسالمًا من أجلنا. إن فُتات الخبز هي صغيرة لدرجة أنَّ الطفل يمكنه أن يبتلعها، وحتّى المنازع يمكنه أن يأكل منها. لقد صار خبز الحياة، لكي يشبع نهمنا إلى لله، أي جوعنا للحبّ.
أظن بأنّه ما كان يمكننا أن نحبّ الله، لو أنَّ الرّب يسوع لم يصبح واحدًا منا. ومن أجل أن يجعلنا قادرين على محبّة الله، صار واحدًا منّا في كلّ شيء ما خلا الخطيئة. وإذْ نحن على صورة الله، فإنّنا قد خُلِقنا لنحبّ، لأنَّ الله هو المحبّة. علّمنا الرّب يسوع من خلال آلامه أن نغفر بواسطة الحبّ، وأن ننسى بفضل التواضع. ابحث عن الرّب يسوع، فتجد سلامك.
إنّ كلمة الله، غير الجسديّ وغير القابل للفساد واللامادّيّ، جاء إلى منطقتنا، مع أنّه لم يكن بعيدًا عنها في السابق. في الواقع، لم يَحرُم من حضوره أيَّ جزء من الخليقة، فهو المالئ الكلّ، والكائن قرب أبيه. لكنّه جعل ذاته حاضرًا بانحداره بسبب حبّه لنا، فظهر لنا... أشفق على جنسنا، تعاطف مع ضعفنا، وتنازل إلى حالتنا القابلة للفساد.
لم يرضَ أن يسيطر الموت علينا؛ لم يَشأ أن يرى هلاك ما قد بدأه، ولا أن يفشل ما أتمّه الآب بخلقه للبشر. فاتّخذ جسدًا، جسدًا لا يختلف عن جسدنا... في أحشاء العذراء، بنى لذاته هيكل جسده؛ جعله وسيلته المناسبة ليبقى فيه وليتعرّف عليه الناس. بعد أن اتّخذ من بين أجسادنا جسدًا من نفس الطبيعة، وبما أنّنا خاضعون جميعًا لفساد الموت، أسلمه للموت من أجلنا كلّنا، وقدّمه إلى أبيه. لقد فعل ذلك حبًّا للبشر.