مع الاحتفال به في يناير 2024.. صور عيد الغطاس المجيد
تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة احتفالات عيد الغطاس المجيد، والذي يعتبر ثالث الاعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر، اذ تضع الكنيسة الميلاد والغطاس في قائمة الأعياد السيدية الكبرى، بينما الختان في قائمة الأعياد السيدية الصغرى.
مع الاحتفال به في يناير 2024.. صور عيد الغطاس المجيد
ولعيد الغطاس العديد من الصور الهامة التي يحبها الاقباط ويتداولونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة الاحتفالات.
الثالوث المسيحي في عماد السيد المسيح
وقال المتريبوليت إيروثيوس فلاخوس مطران كنيسة الروم الأرثوذكس في نافباكتوس، في تصريح له على خلفية الاحتفالات، إن خلال اعتماد المسيح ظهر الثالوث القدوس. فصوت الآب شهادة يحمل ويقدّم التأكيد على أنّه ابنه الحبيب.
وبحسب الإنجيلي متى، تأتي العبارة بالغائب "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" بحسب الإنجيلي مرقس تأتي بالمخاطَب "أنت ابني الحبيب الذي به سررت". لا أهمية لهذا. ما نراه هنا هو أن المتكلّم، أي الآب، يشهد لكلمته، ابنه الحبيب. كلمة الله وُلد من الآب قبل كل الدهور، وهذه الولادة هي الصفة الأقنومية للشخص الثاني في الثالوث القدوس.
إن شهادة الآب بأن المعتمِد ليس إنسانًا عاديًا بل هو ابنه الوحيد تشير إلى ألوهية الكلمة ومساواته بالجوهر لأبيه. بحسب اللاهوت الأرثوذكسي، صوت الآب هو معاينة لله وإعلان وليس أمرًا يُستَوعَب بالحواس.
بالتأكيد، يشارك الجسد في معاينة لله لكن الحواس تتحوّل لكي تتمكن من رؤية مجد الله. حقيقة أن صوت الآب هو إعلان ورؤيا لله يمكن أن نراها من شهادة الآب المماثلة على جبل ثابور عندما سقط التلاميذ على الأرض لأنهم عجزوا عن احتمال بهاء الرؤيا.
الابن الذي شهد له الآب يظهر على أنه "شعاع مجد الآب" لأن جوهر وقوة الإله الثالوثي مشتركة بين الثلاثة. في الرسالة إلى العبرانيين يستعمل الرسول بولس جملة للإشارة إلى ألوهية الكلمة: "الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ" كلمة "بهاء" تشير إلى اللمعان، الإشعاع الذي يأتي من جسم مشعّ.
كون الجسد مخلوقًا فالبهاء مخلوق، وفي حالة المجد غير المخلوق يكون بهاؤه غير مخلوق. على الأكيد، عندما نقول أن الابن هو شعاع الآب (مجده) لا يعني أنه قوته لأن الكلمة هو أقنوم خاص، لكنه يشارك الآب في الألوهية وبالتالي يشتركان بالمجد والقوة، وهذا ما يصحّ أيضًا على الروح القدس. الأقانيم ثلاثة مشتركون بالطبيعة والجوهر والقوة والمجد.
الروح القدس شارك أيضًا في ظهور الإله الثالوثي عند نهر الأردن. الروح القدس هو الأقنوم الثالث في الثالوث القدوس، وهو ليس من مرتبة أدنى من الإثنين الآخرين كونه يشترك معهما في الجوهر. يوحنا المعمدان "رَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ" (متى 16:3). في لحظة نزول الروح القدس ومجيئه إلى المسيح سُمعَت شهادة الآب.
ظهور الروح القدس "مثل حمامة" عند اعتماد المسيح، يذكّرنا ظهور الروح القدس "كمثل حمامة" بفلك نوح. حين ظهرت اليابسة عادت الحمامة التي أرسلها نوح من الفلك ومعها غصن زيتون في فيها مخبرة عن انتهاء الفيضان. بذلك يشير إلى الخلاص من فيضان الخطيئة.
يشير التزامن بين الإشارتين، الحمامة وصوت الآب، إلى الاشتراك بالجوهر بين أقانيم الثالوث القدوس. كما أن علامة الروح القدس ومعها صوت الآب يشيران إلى المسيح ابن الله المرسَل لخلاص الإنسان (القديس ثيوفيلاكتوس).
ومن الجدير بالذكر أنه اعتاد باباوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، الراحل شنودة الثالث، والحالي تواضروس الثاني، على تقسيم فترات الأعياد بين القاهرة والإسكندرية، فيقضى بابا الكنيسة عيدي الميلاد المجيد، والقيامة المجيد في القاهرة، بينما يقضى احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة شعب الاسكندرية.