بمناسبة احتفالات الغطاس.. متى تعمد السيد المسيح وأين؟

تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة احتفالات عيد الغطاس المجيد، والذي يعتبر ثالث الاعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر، اذ تضع الكنيسة الميلاد والغطاس في قائمة الأعياد السيدية الكبرى، بينما الختان في قائمة الأعياد السيدية الصغرى.

 متى اعتمد السيد المسيح وأين؟

وقال مينا أثناسيوس، باحث متخصص في علوم تاريخ النصوص الإنجيلية، في تصريح خاص لـ"الدستور"، إن الثابت تاريخيًا أن السيد المسيح تمم طقس العماد، على يد يوحنا المعمدان في مياه نهر الأردن، وذلك في عمر الثلاثين وهو العمر الذي بدأ فيه السيد المسيح العمل الخدمي، اذ انه اختار في نفس العمر تلاميذه وبدا يجوب اليهودية للوعظ والتبشير.

وأوضح ان المسيح قال إنه «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ." (يو 3: 5)، وبذلك يكون قد ربط بين الحياة الأبدية في ملكوت الله وبين المعمودية.

من جانبه قال المتريبوليت إيروثيوس فلاخوس مطران كنيسة الروم الأرثوذكس في نافباكتوس، في تصريح له على خلفية الاحتفالات، إن عيد الغطاس يُشير إلى معمودية المسيح في نهر الأردن على يد القديس يوحنا السابق، المسمّى المعمدان.

 وجرى هذا عند بلوغ المسيح سنّ الثلاثين، قبل أن بدأ منهجياً عمله التعليمي وقبل آلامه اللاحقة، لخلاص الجنس البشري. إن اختيار سنّ الثلاثين للبدء بالنشاط المعروف في العالم يرتبط بأن التكوّن البيولوجي للكائن البشري يبلغ كماله عند ذلك الحين، إضافة إلى أن هذا الأمر يجعله أكثر قبولاً عند إسرائيليي ذلك الزمن. يصف الإنجيليون هذا الحدث لن ندخل في هذه التفاصيل بل سوف نركّز على بعض الحقائق الأساسية لاهوتياً وخريستولوجياً.

جدير بالذكر أنه اعتاد باباوات الكنيسة القبطية الارثوذكسية، الراحل شنودة الثالث، والحالي تواضروس الثاني، على تقسيم فترات الأعياد بين القاهرة والإسكندرية، فيقضى بابا الكنيسة عيدي الميلاد المجيد، والقيامة المجيد في القاهرة، بينما يقضى احتفالات رأس السنة الميلادية وعيد الغطاس المجيد برفقة شعب الإسكندرية.