سر جواب ناصر لأحد بناة السد.. عبدالرحيم يستعيد ذكريات مشروع القرن الـ20 (صور)
صورة لـ"حبيب العمال" جمال عبدالناصر تملأ أركان المنزل، وتزين غرفة نوم الحج محمد عبدالرحيم، أحد بناة السد العالى حيث يستمد منها ذكرياته، ويستشعر جميع من زاره مدى حبه للرئيس الراحل في أول خطوة يخطوها داخل المنزل.
مع الذكرى الـ53 لافتتاح أكبر مشروع هندسى فى القرن العشرين، تروى "الدستور" حكايات جديدة من أحد بناة السد العالى حول مشاركته فى المشروع.
أمام البوم يحتوى على مجموعة من الصور القديمة يسترجع الحج محمد عبدالرحيم كعادته فى صالة منزله وهو مرتديًا جلبابا صعيديا وكوفية وقبعة ليحتمى من برد الشتاء، ذكرياته الشباب وانضمامه للمشاركة فى إنشاء أكبر مشروع هندسى فى القرن الـ20 وهو السد العالى.
ومع تصفح أولى صفحات ألبوم الصور القديمة نجد جواب ورقة أرسله الرئيس عبدالناصر وتجاوره صورة الرئيس، ويليه ذكريات عديدة له ولرفاقه وقت إنشاء المشروع، ما يجعل الابتسامة ترتسم على وجهه تلقائيًا بمجرد تذكره لهذه اللحظات التى تعتبر بمثابة فخر يشعر به كل من شارك فى بناء المشروع العظيم.
كلمات جواب الرئيس الراحل عبدالناصر
"ولدى العزيز محمد، تحية أبوية وبعد، تلقيت رسالتك الرقيقة المعبرة عن شعورك النبيل فكان لها أجمل الأثر فى نفسى، أوصيكم بالمثابرة"، هكذا جاءت أبرز عبارات رد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على الجواب المرسل من الحج محمد عبدالرحيم، أحد بناة السد العالى وأصدقائه وقت صغره، والتى بمثابة جوهرة ثمينة لديه يحتفظ بها بشكل منظم ويشعر بالفخر بها أمام أبنائه وأحفاده ومعارفه.
أضاف لـ"الدستور" أن يعتبر هذا الجواب المرسل من ناصر من أبرز الذكريات العالقة فى ذهنه ومرتبطة مع ذكري بناء السد العالي ومن المستحيل نسيانها أبدًا، قائلًا: "جمال عبدالناصر حبيب العمال والشعب المصرى لما رد عليا بالجواب كنت فى غاية السعادة لأن رئيس الجمهورية بنفسه رد على جوابى بالرغم أنى كنت لسه شاب صغير وقتها".
وحول مشاركته فى بناء أكبر مشروع هندسى فى القرن الـ20، أوضح الحج محمد عبدالرحيم، إنه التحق للعمل بمشروع السد العالى بعد مرحلة الدبلوم الفنى مباشرة؛ نظرًا لان كانت تخصصات التعليم الفنى مطلوبة وقتها، وأنه استلم مهام عمله فى نفس يوم التقديم، مضيفًا أنه فى أول أيام عمله التحق بالعمل برفقة خاله فى ورشة النجارة، وأن الورش المركزية كانت مساحتها كبيرة مايقرب من 10 أفدنة يتم فيها صنع كافة التصميمات الخشبية المطلوبة فى مواقع العمل وكبائن المهندسين وغيرها.
وتابع لـ"الدستور" أن الورشة التى كان يعمل بها أثناء بناء مشروع السد العالى كان هيكلها من خوص النخيل ومثبتة بالمسامير المعدنية، ويشربوا فيها المياه من الزير المصنوع من الفخار والملفوف بقطعة من الخيش ليجعل المياه باردة؛ نظرًا لأن درجة حرارة الطقس كانت مرتفعة للغاية ومن الممكن تصل لـ٥٠ درجة.
وأشار إلى أنه عندما تخطى مرحلة أولى سنوات تعيينه انتقل للعمل فى مكتب التدريب المهنى للعمال المصريين، وكان فى ذلك الوقت ورئيس مجلس الإدارة اللواء حسن شاكر، وكان يشغل منصب مدير النقل البرى، وكان يتم فى مركز التدريب المهنى تدريب العمال المصريين بواسطة المهندسين الروس على استخدام المعدات التى تم جلبها من روسيا إلى ميناء الإسكندرية، ومنها إلى أسوان للعمل بها فى مشروع السد العالى.