مع احتفالات الأقباط بعيد الختان.. لماذا اختتن السيد المسيح ؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الاثنين، بعيد ختان السيد المسيح.
وقال الأنبا بنيامين، مطران المنوفية في كتاب الأعياد السيدية في الكنيسة القبطية، إنه رغم أن السيد المسيح لم يكن محتاج للختان لأن ابن الله الحقيقي والوحيد الذي من طبيعة الآب السماوي ومولود منه قبل كل الدهور أي من الأزل.. إلا أنه اختتن لأسباب كثيرة.
بينما قال القمص إشعياء عبد السيد فرج في كتاب طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى، إن السيد المسيح أول من تمم الختان في العهد الجديد علمًا بأنه ليس بحاجة إلى الختان لكن شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها.. وفي اتضاع تام تمم ذلك ليكون لنا مثالا حيا نقتفى آثاره إذا أطاع الشريعة التي تأمر بالختان ليعلمنا حفظ الوصايا.
وليتمم كل بر ولولا أنه اختتن لما قبله اليهود أو سمعوا كلامه كمعلم، وليتشبه بإخوته في كل شيء، وسيرًا على عادته في تواضعه إذ بولادته أخذ صورة إنسان أما بختانه أخذ صورة الخاطئ. وهو وحده الذي بلا خطية.. لقد قدموا عن السيد عند ختانه ذبيحة متضعة حسب الشريعة (فرخي حمام) إذ كان أبواه فقيرين.. أما ذبائحنا التي نقدمها لله فهي ذبائح روحية نلتزم ما دمنا في غربة هذا العالم.
وأهم هذه الذبائح: ذبيحة الشكر وذبيحة الحمد وذبيحة التسبيح، وذبيحة الصلاة، وذبيحة رفع الأيدي في الصلاة، وذلك عملًا بقول الإنجيل: فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية.
وأيضًا ذبيحة الإيمان، وذبيحة المحبة، وذبيحة الصدقة، وذبيحة الانسحاق، وذبيحة الطاعة: وذلك عملا بقول الانجيل: ان وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب.