خبراء لـ"الدستور": الاحتلال الإسرائيلي منع المساعدات عن غزة واتهاماته لمصر "كاذبة"
أكد خبراء وسياسيون مصريون وفلسطينيون، أن مزاعم دولة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر هى من تمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، “كاذبة وعارية عن الصحة ” وأنها ادعاءات جاءت لفشل فريق الدفاع الاسرائيلي في مواجهة دعوى ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية والتي رفعتها دولة جنوب إفريقيا.
أحمد رفيق عوض: هناك تعويل على الدور المصري في غزة
بداية قال الدكتور أحمد رفيق عوض رئيس مركز القدس للدراسات، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن هناك تعويل على الدور المصري في ادخال المزيد من المساعدات الانسانية لقطاع غزة، لاسيما وأن مصر ذات النفوذ والارث والتاريخ والتضحيات، وعليها أن تزيد من تحركاتها السياسية لان تحركاتها تكون مسموعة.
وتوقع عوض أن محكمة العدل الدولية سوف تأخد القضية باهتمام كبير، ورغم انها تابعة للام المتحدة قد تتعرض للضغط والتأثير وشراء الذمم، ولكن بالنظر للواقع وما تفعله إسرائيل في قطاع غزة، قد تقوم باجراءات او تصدر قرار بوقف اطلاق النار في قطاع غزة.
حنان أبو سكين: معبر رفح مفتوح طوال الوقت من جانب مصر
من جهته قالت حنان أبو سكين استاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية إن مصر كانت أول دولة اهتمت بالقضية الفلسطينية ودعت لمؤتمر وعقد قمة في أعقاب احداث السابع من أكتوبر 2023 فمصر كانت سريعة الاستجابة في القضية.
وتابعت أن مصر بحكم الجغرافيا تقوم بدور كبير في ادخال المساعدات، المعبر مفتوح طوال الوقت من الجانب المصري، والمساعدات التي قدمتها مصر أكثر من المساعدات من كل دول العالم كما نظمت مصر استقبال المساعدات من مطار العريش من حول العالم، وكان هناك دور كبير للمجتمع المدني المصري حيث كانوا مرابطين حتى ادخال المساعدات، وإسرائيل كانت رافضة ادخال المساعدات.
وأوضحت أبو سكين أن العالم خذل غزة، حتى الدول الأوروبية، لم تتخذ أي موقف مساند قوي لغزة، ولكن مصر لها موقف دائم مؤيد للقضية، وهناك اطنان من المساعدات، دخلت لغزة عن طريق المعبر، وتم عقد لقاءات صحفية متعددة على المعبر لاظهار التعنت الاسرائيلي في ادخال المساعدات ولكن اشترط الاحتلال تفتيش المساعدات مما يعرقل المرور.
وتسائلت قائلة “مع مزاعم اسرائيل بأننا منعنا دخول المساعدات، اذن لماذا لم تفتح اسرائيل المعابر الاخرى مثل كرم ابوسالم، كما ان الهدنة الانسانية، سبب من أهم أٍسباب نجاحها هو الدور المصري ولولا المساعدات التي دخلتها مصر لما صمد الشعب الفلسطيني حتى الان مع مرور 100 يوم من الحرب”.
وتوقعت حنان أبو سكين أن تخرج محكمة العدل الدولية بقرار بوقف اطلاق النار في غزة، وارتكاب جرائم ابادة جماعية، ولكن تنفيذ القرار يخضع لمجلس الامن وسط تخوف من الفيتو الأمريكي.
ماهر صافي: المسئولون الإسرائيليون أكدوا رفضهم دخول مساعدات لغزة
فيما قال ماهر صافي المحلل السياسي الفلسطيني إن كذب الادعاءات الإسرائيلية في اتهامها لمصر يتضح في أن كل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة، قد أكدوا عشرات المرات في تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات وشاحنات الأدوية والمساعدات الطبية والوقود للمستشفيات في غزة، خاصة لأن هذا يعتبر جزء من الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة.
وأكد ماهر صافي أن إسرائيل وجدت نفسها أمام محكمة العدل الدولية متهمة بأدلة موثقة بهذه الجرائم كل الشواهد التي تدين الجيش الاسرائيلي في عمليات إبادة ومجازر استهدفت الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في غزة موثقة صوت وصورة لجأت اسرائيل إلى إلقاء الاتهامات على مصر في محاولة للهروب من إدانتها المرجحة من جانب المحكمة.
وقال إ ن مصر أعلنت العديد من المرات في تصريحات رسمية سواء من الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل الجهات المعنية، بأن معبر رفح مفتوح بلا انقطاع، مطالبين الجانب الإسرائيلي بعدم منع تدفق المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع والتوقف عن تعمد تعطيل أو تأخير دخول المساعدات بحجة تفتيشها أو بحجج واهية وفي كثير من المرات تم قصف المعبر بشكل مباشر لإعاقة دخول المساعدات إلى القطاع.
وأكد صافي أن العديد من المسؤولين الأمميين والأوروبيين وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة، زاروا معبر رفح من الجانب المصري، ولم يتمكنوا من الدخول لقطاع غزة، نظرا لمنع الجيش الإسرائيلي لهم، كذلك من كان يحدد حجم المساعدات التي ستسمح بدخولها للقطاع، باعتبارها المسيطرة عليه عسكريا اسرائيل، وهو ما أسفر في النهاية عن دخول الكميات التي أعلن عنها في حينها لكن إسرائيل قد حاولت التهرب من الاتهامات التي رصدتها جنوب إفريقيا في دعواها أمام محكمة العدل الدولية، بمنعها لدخول المساعدات بإلقاء المسؤولية على مصر.
واردف “ادعى المسؤولون الإسرائيليون مسؤولية مصر الكاملة عن معبر رفح، وزعموا ان السلطات المصرية هي المسؤولة عن دخول المساعدات دون موافقة تل أبيب. وهذا ادعاء كاذب لفشل فريق الدفاع الاسرائيلي في مواجهة هذه الاتهامات لحرب الإبادة لشعب غزة خلال ١٠٠ يوم والتي شهد عليها العالم لا يمكن الانسياق وراء التفاؤل ففرص النجاح قائمة ولكن الصعوبات والعراقيل كثيرة مع رفض الإدارة الأمريكية وبريطانيا وربما ألمانيا علنا لهذه الخطوة.. وايضًا الابتزازات والمقايضات والمساومات والضغوطات حاضرة أيضا لتوفير الحصانة لإسرائيل من الملاحقة خاصة وأن وثائق الإدانة متوفرة وقائمة في كل مكان في ثراه غزة.”
وأشار إلى أن الاحتلال رفض السماح للصحفيين الأجانب من دخول غزة وقبل ذلك منع دخول مسؤولين أمميين. وستكون أدوات للوبيات اليهودية حاضرة في حجب هذا القرار التاريخيّ الذي يدين اسرائيل لجرائمها المستمرة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وتكمن الخطورة في أن صدور قرار من أعلى محكمة دولية بوقف الحرب فورًا، والتحقيق في صحة الدعوى بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، في أنها ستجعل الإدارة الأميركية والدول الأوروبية التي تدعم إسرائيل محرجة جدًا.
وأكد صافي أنه إذا لم توقف إسرائيل الحرب ستكون واشنطن محرجة أكثر باستخدام "الفيتو" عند عرض الأمر على مجلس الأمن؛ ومن المهم لنجاح هذه الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا أن تنضم الدول العربية والإسلامية والإفريقية وحتى بعض الدول الأوروبية الداعمة لحق الشعب الفلسطيني إلى جهود أبناء مانديلا.