خبير بشئون الشرق الأوسط لـ"الدستور": مخاوف من اقتراب حرب شاملة بين إسرائيل وإيران
بحسب جوزيف كراس الخبير في شئون الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي وحده، قتلت غارة جوية إسرائيلية أحد قادة حزب الله في لبنان،وقصف حزب الله قاعدة إسرائيلية
حساسة بالصواريخ،وقتلت إسرائيل أحد كبار نشطاء حماس في غارة جوية في بيروت
وقصفت أمريكا وبريطانيا تمركزات للحوثيين في اليمن، وتم الهجوم على العديد من القواعد والجنود الأمريكان في العراق.
وقال جوزيف كراس الخبير في شئون الشرق الأوسط لـ"الدستور" إنه في الأسبوع الماضي وحده كل ضربة كانت أمامها ضربة مضادة تزيد من خطر انتشار الحرب الكارثية في غزة إلى جميع أنحاء المنطقة وزاد من مؤشرات التخوف ما قامت به أمريكا وبريطانيا بضرب مناطق خاصة بالحوثيين في اليمن، وهم حلفاء واضحون لدولة إيران صنيعتهم الأساسية بحسب قوله.
وأكمل أن هناك مواجهة أبدية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها، وهناك مخاوف من أن يؤدي أي تصرف غير محسوب إلى حرب أوسع نطاقا فقط لتجنب الظهور بمظهر الضعيف في هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه المنطقة خاصة في قضية كبرى كحرب إسرائيل وفلسطين التي لها ثقلها المترسخ لدى الكثيرين.
وذكر أن غارة جوية أمريكية أيضًا كانت قد قتلت قائد ميليشيا مدعومة من إيران في بغداد وفي سوريا الأسبوع الماضي، وتبادلت البحرية الأمريكية، مؤخرًا إطلاق النار مع المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران في البحر الأحمر وضربت إسرائيل عدة حلفاء لإيران في لبنان وسوريا، وجميعهم يتبادلون الضربات ذهابًا وإيابًا ما قد يجر حلفاء الطرفين إلى صراع أوسع، موضحًا أن الكيان المحتل يتحدث بشكل متزايد عن الحاجة إلى تغيير المعادلة في لبنان بينما حزب الله أحد أقوى وأهم حلفاء إيران في المنطقة.
وأشار إلى أنه وعلى الرغم من أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر كان ردًا فلسطينيًا خالصًا على عقود من الهيمنة الإسرائيلية، إلا أنه لا يوجد دليل على أن إيران أو حزب الله أو الجماعات المتحالفة الأخرى لعبت دورًا مباشرًا أو علمت به مسبقًا بما في ذلك حزب الله، ولكن عندما ردت إسرائيل بشن واحدة من أكثر الحملات العسكرية تدميرًا في القرن الحادي والعشرين على قطاع غزة، القطاع المحاصر الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، تصاعدت أصداء الحرب بما يسمى بمحور المقاومة من إيران والجماعات المسلحة التي تدعمها في جميع أنحاء المنطقة.
وأكد أن القضية الفلسطينية لها صدى عميق في العالم العربي والإسلامي وترك حماس وحدها في مواجهة غضب إسرائيل كان سيخاطر بانهيار التحالف العسكري الذي كانت إيران تبنيه منذ أن وضعتها الثورة الإسلامية عام 1979 في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وغيرها، مؤكدًا أنه ورغم ذلك الإيرانيون لا يريدون الحرب المباشرة، لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون السماح للإسرائيليين بمواصلة الضربات دون انتقام ودون الدخول في حرب، حتى يقتنع الإسرائيليون والأمريكيون بأنه لا يوجد طريق للمضي قدمًا في قصفهم العنيف على غزة وغيرها من المناطق.
وأكمل حديثه لـ"الدستور" أن قناعة إيران بعدم ترك إسرائيل تستمر في عنفها يتمثل في ردود أفعال الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في سوريا والعراق والتي شنت عشرات الهجمات الصاروخية على قواعد أمريكية في الثلاثة أشهر الماضية، كما قد هاجم الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وقصفت دول التحالف المواقع الخاصة بهم، ما يرفع من العواقب المحتملة على الاقتصاد العالمي وعلى الرغم من هذه التصرفات الواضحة إلا أن إيران تؤكد أن حلفاءها يتصرفون من تلقاء أنفسهم وليس بناء على أوامر من طهران.
وختم حديثه أنه من المرجح أن تظل التوترات الإقليمية مرتفعة طالما واصلت إسرائيل هجومها على غزة ورقعة الحرب بدأت بالتوسع فعليًا خاصة مع قصف أمريكا وبريطانيا مواقع في دولة اليمن التي أكد جماعتها الحوثية أنها ستقوم بالرد.