الروائي عبده الزراع: لدينا نهضة حقيقة في كتابة أدب الطفل
تعد مرحلة الطفولة هي أحد أبرز المراحل لتكوين وبناء الإنسان، فيها ينفتح الطفل على جميع الأفكار، ويحاول بشغف كبير الإجابة عن أسئلته فيما يدور حولنا، وتستثمر الدول المتقدمة وتبني سياستها الثقافية عبر هذا الأساس لتقديم أجيال رائدة في كافة المجالات عن مستقبل الكتابة لأدب الطفل ، ويحدثنا عن ذلك الكاتب القاص والروائي عبده الزراع فى تصريحات خاصة لـ"الدستور".
فى البداية قال الكاتب الروائي والقاص عبده الزراع لـ"الدستور": تعتبر الكتابة للأطفال من أصعب أنواع الكتابة الإبداعية على الإطلاق، لأنها كتابة لها مواصفات وخصائص معينة، لابد وأن تتوفر في النص الموجه للطفل، ومنها: ضرورة التوجه لمرحلة عمرية بعينها أثناء الكتابة، وأن يتوفر فى النص الجاذبية والسهولة والبساطة، واللغة العربية المناسبة حسب قاموس المرحلة العمرية، ضرورة أن يكون النص محرضا على الخيال واعمال العقل، وتحريك الوجدان، وأن يحتوى على قيم جمالية وإنسانية ومعلوماتية بدون مباشرة.
وأضاف الزراع: “من ثم فإن مستقبل الكتابة للأطفال يتطلب الإلمام بمواصفات وخصائص هذه الكتابة والالمام الجيد بعوالمها المتشابكة، بالإضافة إلى الاحتكاك والتعامل عن قرب مع أطفال هذا العصر من خلال ورش الكتابة، والحكي، والرسم، والتعرف على كيف يفكر طفل اليوم؟ وما هي العوالم التي تهمه، وتشغل تفكيره؟”.
وأكد على “ضرورة الإلمام بالميديا والتكنولوجيا الحديثة، وتوظيفها داخل النصوص الأدبية الموجة للطفل، لأنها أصبحت جزء لا يتجزأ من كيان الطفل، كما يجب أن نهتم بعالم الفضاء وصراع الكواكب، والنجوم”.
وأردف: "إن كنت أرى أن لازالت العوالم العجائبية والغرائبية تجذب الطفل، ليس فى مصر وعالمنا العربي فقط، ولكن على مستوى العالم وخير دليل قصص هاري بوتر التي نجحت نجاحا مدويا واعتمدت على العجائبية فى رواياتها وقد تأثرت بأجواء ألف ليلة وليلة العربية، وأصبحت مؤلفة هاري بوتر من أغنى الكتاب على مستوى العالم، فقد وزع كتابها في الطبعة الأولى ٨ مليون نسخة.
وأوضح الزراع: لذا أرى أن مستقبل أدب الطفل يحتاج منا نحن القائمين على شأنه وكتابه ومبدعيه، أن يضعوا نصب أعينهم تطوير ذواتهم الإبداعية، ومعرفة متطلبات المرحلة ومتطلبات طفل اليوم، ولا مناص من الدخول إلى عوالم التكنولوجيا وتوظيف مواقع التواصل والميديا الحديثة في نصوصهم، الأمر أصبح من الصعوبة بمكان، والسؤال الذي يطرح نفسه. بقوة في هذا السياق، هل سينتهى الكتاب الورقي لصالح الالكتروني، أقول، بلا أدنى شك سيتراجع دور الكتاب الورقي نسبيا ولكن لن يلغي كلية، وإن الرهان الحقيقي أصبح في كيفية الوصول لهذا الطفل بأى طريقة تعيده مرة أخرى إلى القراء، سواء في الورقى أو الالكتروني، المهم أن يقرأ ويستوعب.
واختتم تصريحاته: “لدينا الآن للأمانة نهضة فى الكتابة للأطفال، وكتاب كثر يكتبون لهم، ولكن معظمنا لازال يدور في فلك القديم والاتكاء على التراث والموروث الشعبي، ولا ضير فى ذلك مع تطويره وتقديمه بشكل جديد يناسب عقل ومخيلة الطفل، وفي النهاية لست قلقا على مستقبل الكتابة للأطفال، لأن عالمنا العربي به كتاب كبار قادرين على مواكبة كل تطور يفيد الطفل، ويضعه على الطريق القويم”.