"سيرة القاهرة" تعيد بيت يكن وبيت الملا للحياة مرة أخرى (صور)
خبيئات أثرية متناثرة داخل حواري وأزقة العاصمة التاريخية، قرر مجموعة من الشباب نفض الغبار من عليها وتنظيفها للمحافظة على ما تبقى منها، وأطلقوا عليها مبادرة " سيرة القاهرة"، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للآثار بقطاعي الإسلامي والقبطي.
سيرة القاهرة
يقول عبدالعزيز فهمي شاب ثلاثيني وهو مؤسس المشروع الثقافي: "فكرة المبادرة خطرت على بالي بسبب عشقي لهواية التصوير في الأماكن التاريخية، وخاصة بالقاهرة القديمة، التي لاحظت أنها تحمل حكايات وقصص عظيمة لم يشعر بها أحد نتيجة الأعمال الكبير الذي تعرضت له لعقود طويلة، وعلى الفور قررت مع مجموعة من أصدقائي تدشين مبادرة لتنظيف هذه الأماكن العتيقة من يد العبث التي طالتها، وما ساعد في الإسراع بهذه الخطوة هو وجود عدد كبير من خريجي كلية الآثار داخل المبادرة التي اطلقنا عليها اسم سيرة القاهرة ليعبر عن الهدف من المشروع، وهو الحفاظ علي تراث مصر المنسي، ونبدأ العمل من الساعة الـ ٩ صباحًا وحتى الـ ٥ مساءًا.
وتابع: بدأنا هذا المشروع بجهود ذاتية حيث كنا نقوم بشراء أدوات تنظيف هذه الأماكن من آلات نحت متخصصة ووأكياس قمامة وكمامات على نفقتنا الخاصة، وكان أكثر شيء محبط انا في البداية هو عندما نقوم بتنظيف مكان ثم نفاجئ ثاني يوم بتراكم القمامة به مرة أخري، ولكن الحمد لله تجاوزنا هذه الأزمة بفضل اصرارنا علي النجاح وتجاوز جميع الصعاب التي تواجهنا، وساعد في ذلك التنسيق مع المجلس الأعلي للآثار الذي يساعدنا كثيرًا ويشد علي أيدينا من أجل أن تواصل المبادرة دورها الكبير في عودة هذه الأماكن التاريخية من جديد إلى التراث المصري، وتطويرها على الوجه الأمثل لتكون قبلة المصريون والأجانب خلال الفترة القادمة، للتعرف على تاريخ كل مكان منها.
بداية مشروع سيرة القاهرة
وأوضح: هناك أيضًا بعض الصعوبات التي تواجهنا ببعض الأماكن الأثرية خلال تنظيفها، وهي وجود كميات من المياه الجوفية أو مياه الصرف الصحي، ولكن الحمد لله نتعامل معها بكل اقتدار عن طريق مهندسون والزملاء المختصين بهذا الأمر داخل المبادرة، حتى لا يتعرض هذا الأثر إلي الانهيار أثناء عملية تنظيفه، ومن نجاحاتنا الكبيرة في هذا المشروع هو تطوير عدد كبير من البيوت والأماكن الأثرية التي كادت ان تندثر ملامحها التاريخية وتذهب طي النسيان، وهي قبة الحصواتي أثر فاطمي في منطقة الإمام الشافعي يعود تاريخه إلى ١١٥٠ سنة، زاوية حسن الرومي يعود تاريخها إلي ١٥٢٣ سنة، قبة قنصوة أبو سعيد ويعود تاريخه إلى القرن الـ ١٥ الميلادي، وأخيرًا بيت الملا وبيت يكن بمنطقة الدرب الأحمر".