محاولات يائسة للخروج من المأزق.. مخططات إسرائيل لتجنب إدانة محكمة العدل الدولية
كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن تفاصيل الدفاع الإسرائيلي المقرر أن يقوده المحامي البريطاني مالكوم شو في جلسة محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، المقرر عقدها غدًا الخميس بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في حرب غزة.
وتابعت أن الفريق القانوني الذي يُمثل إسرائيل لا يتحدث إلى وسائل الإعلام، كما التزمت وزارة العدل والوكالات الإسرائيلية الأخرى ذات الصلة الصمت بشأن الخط الذي سيتخذه الدفاع.
كيف ستدافع إسرائيل عن نفسها في محكمة العدل الدولية؟
وأضافت أن خلال الجلسة المقرر عقدها غدًا سيؤكد المحامي البريطاني أن الخسائر التي وقعت في صفوف المدنيين في غزة هي نتيجة غير مقصودة خلال محاولة استهداف إسرائيل القدرات العسكرية لحركة حماس، وأن الحركة أسست منشآتها العسكرية في البنية التحتية للقطاع، ونشرت مقاتليها بين السكان المدنيين في غزة.
وتابعت أن الدفاع الإسرائيلي سيُشير أيضًا إلى ملايين المنشورات، التي أسقطها جيش الدفاع الإسرائيلي على مناطق غزة التي استهدفها، وعشرات الآلاف من المكالمات الهاتفية والرسائل النصية التي أجراها، والتي تطلب من المدنيين الإخلاء.
وأضافت أنه تم اتخاذ هذه التدابير من أجل الامتثال للمتطلبات المنصوص عليها في قوانين النزاعات المسلحة، لتحذير المدنيين بشكل مناسب في منطقة القتال من الخطر الوشيك على حياتهم.
ومن المرجح أن يقال إن التعليقات التي أدلى بها وزراء مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إما تم إخراجها من سياقها، ولم تكن موجهة إلى السكان المدنيين الفلسطينيين، ولكن إلى قادة حماس ومقاتليها، أو لم تنعكس في سلوك الجيش الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن الحجج التي وضعتها جنوب إفريقيا في صفحات الدعوى قوية للغاية، فجميعها مرفقة بالأدلة، والتي في حال لم ينجح المحامي البريطاني في إيجاد مخرج لها سيترتب عليها حكم على الأقل أولي خلال الجلسات التي ستعقد يومي الخميس والجمعة.
وقال البروفيسور إلياف ليبليتش، من كلية الحقوق بجامعة تل أبيب، إن اتخاذ قرار من هذا النوع لا يتطلب حكمًا حاسمًا بأن إسرائيل مذنبة بارتكاب جريمة إبادة جماعية، بل أن تعتبر الادعاءات مقبولة من قبل المحكمة.
دلائل إدانة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية
وتابع أن الاتهامات الجنوب إفريقية تستند إلى مقاطع الفيديو المختلفة التي صورها جنود الجيش الإسرائيلي في غزة، والتي يدلون فيها بتعليقات تحريضية ضد الفلسطينيين، خصوصًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي طالب بقتل الفلسطينيين بشكل علني من رجال وأطفال ونساء، ووصف يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، الفلسطينيين بالحيوانات البشرية، وتُشير جنوب إفريقيا إلى أن تصريحات القادة الإسرائيليين كانت مجردة من الإنسانية.
وتضمنت اتهمات جنوب إفريقيا أيضًا تصريحات وزير التراث عميحاي إلياهو، التي قال فيها إن إسرائيل تدرس استخدام قنبلة نووية في غزة، وتعليقه بأنه "لا يوجد شيء اسمه مدنيين غير متورطين في غزة".
ويصف ليبليتش هذه التعليقات المختلفة بأنها تصريحات متهورة وغير مسئولة لم يكن ينبغي الإدلاء بها على الإطلاق، والتي من الممكن أن توقع إسرائيل الآن في قدر كبير من المتاعب، لأنها تحقق شرط إثبات النية في اتهامات الإبادة الجماعية.
وقال البروفيسور إن الدفاع القانوني الإسرائيلي سوف يخوض صراعًا شاقًا، حيث سيتعين عليه إقناع المحكمة بأن رئيس الوزراء والوزراء الآخرين في الحكومة لم يقصدوا ما قالوا، وأن كلماتهم لا تعكس ما حدث بالفعل على الأرض في غزة، ولكن مع مقاطع الفيديو والصور وعمليات قتل الأطفال والقصف العشوائي ستكون المهمة شبه مستحيلة.
وأوضحت الصحيفة أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو الإشارة إلى أن معظم التصريحات المتطرفة جاءت من وزراء ليسوا أعضاء في حكومة الحرب، وبالتالي لا صلاحيات لهم في اتخاذ إي إجراءات في هذه الحرب.
ومن المرجح أيضًا أن يتم الاستشهاد في الدفاع بالخطوات التي اتخذها جيش الدفاع الإسرائيلي لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، بما في ذلك التدريب على يد خبراء في القانون الدولي والإشراف على عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي من قبل مسئولين قانونيين في جيش الدفاع الإسرائيلي، فضلًا عن التحذيرات بالإخلاء.
وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التصريحات المتطرفة التي تلفظ بها نتنياهو ووزير دفاعه وضعت إسرائيل في ورطة كبرى أمام محكمة العدل الدولية والعالم.