«ربنا ما يقطعلك عادة».. الأقباط يحتفلون بـ«عيدية الرئيس»: زيارة الكاتدرائية تطبيق عملى لمفهوم المواطنة
- قيادات كنسية: الزيارة أصبحت تقليدًا ينتظره الأقباط ويشعرهم بالفرحة
- أنطون إبراهيم: شكرًا لرئيس مصر الذى يحب الجميع
- الأنبا باخوم: التهنئة تُظهر المحبة والأخوة والتضامن
- كريم كمال: مصر تسير على الطريق الصحيح
أكدت قيادات كنسية أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتهنئة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والأقباط، بعيد الميلاد المجيد، تطبيق عملى لمفهوم المواطنة.
وزار الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتهنئة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والأقباط، بعيد الميلاد المجيد.
وأشاد القس أنطون إبراهيم كاهن كنيسة العذراء مريم بأسيوط، بزيارة «السيسى» الكاتدرائية، قائلًا: «زيارة تدل على محبته الجميع دون تمييز بين أبناء الوطن الواحد»، مضيفًا: «زيارته الكاتدرائية تشعر الأقباط بفرحة العيد، وتؤكد مدى محبته لجميع أبناء مصر، وقربه لهم».
وتابع: «هذه الزيارة السنوية فى العيد تعكس تجسيده وتطبيقه مبادئ المواطنة بين أبناء مصر»، مضيفًا: «شكرًا لرئيس مصر الذى يحب الجميع».
فى سياق متصل، قال الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون البطريركية للكاثوليك، إن زيارة الرئيس السيسى لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد أصبحت عادة وتقليدًا، مضيفًا: «كم هو جميل أن تظهر هذه الأخوة والمحبة والتضامن، والشعب المصرى ظل نسيجًا واحدًا يتنفس برئتين مسيحية ومسلمة».
بدوره، قال القس رفعت فكرى إن تلك الزيارات تعتبر تقليدًا غير مسبوق فى أى عهد من العهود السابقة، مضيفًا: «الحقيقة أن المسيحيين بيكونوا مبسوطين بزيارته إلى الكاتدرائية وتقديم التهنئة، وبيظلوا منتظرين تصريحاته وكلمته داخل الكاتدرائية».
وأكمل: «فى كل الزيارات السابقة أكد الرئيس المواطنة، وأن الكنيسة بيت من بيوت الله، كما أكد ضرورة التنوع والتعددية، وعلى اهتمامه بالمواطنة والمساواة بين جميع المواطنين، وأنه لا توجد تفرقة بين إنسان وآخر على حساب الدين والعقيدة».
وأكمل: «فى السنوات الماضية، كان الرئيس السيسى يطلق رسائل مهمة من داخل الكاتدرائية، ويعبر عن اعتزازه وتقديره للبابا تواضروس الثانى، وزيارة الرئيس السيسى الكاتدرائية مهمة، والمسيحيون يتطلعون إلى زيارته وإلى الرسائل المهمة التى يطلقها من داخلها».
كما قال كريم كمال، الكاتب والباحث فى الشأن السياسى والمسيحى، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الكاتدرائية والاستقبال الشعبى الحافل له يؤكدان التفاف الشعب حول الرئيس وثقته المطلقة فيه.
وأضاف: «كلمة الرئيس فى الكاتدرائية تؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح فى جميع الاتجاهات، ولمسنا تهنئته النابعة من القلب، وزيارة الرئيس كل عام الكاتدرائية تفرحنا، وتعطى إشارات بالغة الأهمية أن مصر تعيش عصر المواطنة الحقيقية».
وتابع: «نحن نحتفل أيضًا ببدء العام الجديد ٢٠٢٤ وعيد الميلاد المجيد، ونحتفل أيضًا بميلاد مصر الجديدة التى أسس دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ اللحظة الأولى لتوليه المسئولية، حيث أسس دولة المواطنة التى يعمل الجميع فيها، تحت شعار (الكل مصريين دون تميز)، فنجد حرية بناء دور العبادة وإقامة الشعائر الدينية، والقضاء على الفكر المتطرف والإرهاب وإتاحة الوظائف العليا للكفاءات، دون النظر إلى الدين أو الجنس، ويتزامن ذلك مع إقامة دولة القانون والمؤسسات».
وأكمل: «هى إنجازات لم تحدث فى تاريخ مصر من قبل، لذلك نحتفل بها أيضًا مع بدء فترة رئاسية جديدة للرئيس السيسى، واحتفالات العام الجديد».
وفى السياق نفسه، قال الدكتور يوأنس لحظى، رئيس مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية، والسكرتير الشخصى السابق للبابا فرنسيس، إن موعد تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى للأقباط بعيد الميلاد المجيد أصبح ينتظره كل المصريين، ويعكس أصالة وعراقة الشعب المصرى، الذى يتوحد فى الأعياد كما توحد فى كل المواقف التاريخية التى احتاجت إلى توحده واصطفافه.
وتابع: «لقد حوّل الرئيس السيسى مناسبة عيد الميلاد إلى عيد وطنى، تعلن فيه الدولة أنها تبنى على مبدأ المواطنة، وتؤكد انتماء الجميع لهذا الوطن الغالى، لقد أسكت الرئيس، بالفعل قبل القول، جميع الأصوات الشاذة التى تنعق هنا وهناك، وأعطى صورة طيبة للمؤمن الذى يرى فى إيمانه بالله الخالق سببًا فى نثر الوفاق والخير والبهجة».
وخلال كلمته لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد بمقر كاتدرائية ميلاد المسيح، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن «مصر ستجتاز أى أزمة أو مشاكل أو ظروف صعبة؛ طالما بقى المصريون على قلب رجل واحد، فى حالة من الوحدة».
وحرص الرئيس السيسى على تقديم التهنئة إلى البابا تواضروس الثانى وجموع الأقباط، وكل المصريين والعالم أجمع، قائلًا: «كل عام وأنتم بخير وعام سعيد وعيد سعيد»، وتمنى من الله- سبحانه وتعالى- أن يجعل هذا العام نهاية لفترة صعبة مرت على العالم أجمع.
وقال الرئيس إن العالم يتعرض منذ عام ٢٠٢٠ للعديد من الأزمات والأوضاع الصعبة، مضيفًا: «ونتمنى أن يكون هذا العام ٢٠٢٤، سعيدًا علينا جميعًا، وأن نتجاوز فيه بفضل الله الأزمات الكبيرة الموجودة، وألا تزيد أو تستمر أكثر من ذلك».
وأضاف الرئيس أن «أكثر أزمة نعيشها جميعًا ونتأثر بها هى ما يحدث فى قطاع غزة والضفة الغربية»، مشددًا على أن موقف مصر إزاء هذه الأزمة محترم، حيث تسعى إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات؛ للتخفيف عن الأشقاء وأهلنا فى غزة، ثم السعى نحو إيجاد حل جذرى للقضية الفلسطينية، التى تتجدد كل عدة سنوات، وتؤلمنا جميعًا.
وتابع: «هذا عيد، وجئنا لمشاركتكم فرحتكم، وتهنئتكم، ونتمنى لكم كل خير.. وندعو الله فى أن يكون هذا العام سعيدًا علينا جميعًا، ونتجاوز فيها بفضل الله الأزمات الكبيرة الموجودة».
وقال موجهًا حديثه إلى البابا تواضروس الثانى: «كل التحية لقداستكم، ولكم كل الاحترام والتقدير»، مضيفًا: «هذه المحبة ناجمة عن مواقف لا يقوم بها إلا رجال مخلصون، يحبون وطنهم، ومؤمنون به وحريصون عليه»، مردفًا: «لقد عشت هذا عمليًا مع قداسة البابا، وأقدره كثيرًا، وأدعو له بدوام الصحة، وأشكره على ما مضى وما هو آت».
واختتم قائلًا: «كل عام وأنتم بخير»، مؤكدًا أن أى أزمة أو مشاكل أو ظروف صعبة ستنتهى بفضل الله طالما نحن مع بعضنا البعض؛ وسيظل بلدنا وشعبه بخير.