أسماء الجميلة.. صديقة الآمال و"منصورة" الأحلام
«البسطاء يرحمهم الله»، كانت أسماء سليم صحفية الدستور عنوانًا للبساطة، لم تكن متكلفة في أي شيء، كانت تعشق الحياة، وتريد أن تدرس للأجيال قيمة وأهمية العمل الصحفي.
كانت تؤرق أسماء مرارة الاغتراب في القاهرة، وكان أكثر ما يضيق به صدرها تناول وجبة الطعام وحدها، كانت تريد أن تصادق الجميع، لكن الحياة لم تعينها على ذلك فدراستها الجامعية، وعملها الصحفي، وتنقلها بين أسيوط والقاهرة، وقفوا جميعًا ليصنعوا سدًا قويًا أمام أحلامها.
تشبثت أسماء بالعمل الصحفي، ظلت تبذل قصارى جهدها، كانت تحلم بأن تصير صحفية معروفة في الوسط بمهاراتها، وكتابتها المميزة، فكانت تدرب ذاتها وتسعى من أجل ذاك الحلم.
لم تحب صديقتنا جميعًا أسماء أجواء القرية، إذ كانت تفر منها، كانت تشعر أن روتين الحياة فيها، وفي القاهرة كانت تموت من مرارة الوحدة.
كانت أسماء تدرك أنها جميلة، وحبها للحياة كان يقودها، أتذكر في إحدى المرات خلال عودتنا من الجريدة للسيدة زينب، أخذت تتحدث عن نفسها، وحالتها النفسية، وأحلامها، وقالت:«أريد أن يتذكرني الناس حينما أموت، أريد حتى أن أترك بحثًا أو رسالة ماجستير في الجامعة ليذكرني أحدهم وهو يدرس».
ستعيشين يا صديقتي في أذهان وقلوب الجميع، كان خبر وفاتك كالصاعقة هزت جدران قلوبنا جميعًا، لم أستطع أن أنعيكِ وأترحم عليكِ كما فعل الزملاء، بمجرد أن علمت بهذا الخبر وجدت نفسي أتذكر حديثنا ومكالمتنا وسيرنا، وكل شيء سامحيني إن قصرت معكِ، لكن الله يعلم أني لم أقصد، رحمك الله يا ملاكنا البسيط، وأسكنك فسيح جناته، وألهمنا جميعًا تحمل هذا الاختبار المرير.