طقس بارد يلوح فى الأفق.. كيف يزيد الشتاء من معاناة الفلسطينيين؟
تركت الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة الأطفال يترنحون، حيثُ دمرت المنازل، وتحطمت المجتمعات المحلية وتشردت، وتعطل الوصول إلى الخدمات الحيوية، والآن، يؤدي وصول الطقس الشتوي- الذي يتسم بالأمطار الغزيرة والرياح العاتية ودرجات الحرارة الباردة- إلى تراكم البؤس فوق البؤس.
فبعد أكثر من شهرين من تصاعد القتال، وغزة واقعة في قبضة كارثة إنسانية، وتضاءلت الموارد، وفر نحو 1.9 مليون شخص تقريبًا من منازلهم، بل وزادت المأساة عند وصول الشتاء إلى غزة، والذي بدأت عواصفه المطيرة ورياحه القوية تعمل على تناثر الخيام وإغراق الأشخاص الذين ليس لديهم مأوى يذكر في الأزمات.
لا مراتب ولا وسائد.. والكثيرون ينامون على الأرض فى الخيام
وأصبحت الأسر النازحة بسبب الأعمال العدائية، والتي تعيش في ملاجئ مؤقتة، معرضة بشكل خاص لطقس الشتاء الرطب، حيث إن الفيضانات ونقص الوقود للتدفئة تجعلهم عرضة لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض، فيما تكافح الأسر للعثور على بطانيات للتدفئة، ومع عدم وجود مراتب ووسائد، ينام الكثيرون على الأرض في الخيام، بجانب الأضرار التي لحقت بالمنازل وغيرها من البنية التحتية، ونقص الكهرباء والوقود، وكلها تجعل من انخفاض حرارة الجسم تهديدًا حقيقيًا، ممّا يجعل الوضع الكارثي بالفعل أسوأ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
شتاء بارد يلوح فى الأفق
وتقول المنظمات الدولية إنَّ الشتاء يجعل الأمور أكثر صعوبة في كل حالة طوارئ، وقد يؤدي سوء الأحوال الجوية إلى جعل الطرق خطرة، لذلك يصعب الوصول إلى الأشخاص الذين يعانون من الأزمات في قطاع غزة.
ويتحمل الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيون وطأة الصراع مع وقوع المآسي في المستشفيات، ونفاد الإمدادات، وشتاء بارد يلوح في الأفق، خاصة على أولئك الذين يعيشون في الملاجئ وليس لديهم بنية تحتية.
حصار شامل على قطاع غزة
بدأت إسرائيل "حصارها الشامل" على غزة بعد أن نفذت المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، صباح السبت الموافق 7 أكتوبر، هجومًا مباغتًا على إسرائيل، شمل إطلاق صواريخ وعمليات تسلل برًا وبحرًا وجوًا، في عملية سُميت بـ"طوفان الأقصى"، فيما أمرت إسرائيل بفرض حصار كامل على القطاع، يشمل قطع المياه والكهرباء.
ويخضع سكان غزة لحصار إسرائيلي أدى إلى قطع الغذاء والماء والدواء والكهرباء منذ أن اجتاحت الحرب البلاد في 7 أكتوبر.
ويعاني سكان المنطقة، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، من الغارات الجوية الإسرائيلية وسط تضاؤل الموارد منذ ذلك الحين.