نيويورك تايمز: قرار مجلس الأمن بشأن غزة يثير استياء جماعات الإغاثة
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها اليوم السبت، قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم إقراره بعد أيام من التأخير بشأن غزة، مشيرة إلى أنه قرار أثار استياء منظمات الإغاثة العاملة في غزة، التي سارعت وانتقدته بشدة ووصفته بأنه أضعف من أن يساعد في تخفيف المعاناة في القطاع المنكوب.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه تم التفاوض على ما وصفته بـ"القرار التوفيقي"، الذي تم إقراره أمس الجمعة بعد أسبوع من المحاولات، لتجنب استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة، ولم يصل إلى حد الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وأوصى فقط باتخاذ خطوات "لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية".
وذكرت "نيويورك تايمز" أن المنظمات الإنسانية ردت على الفور بتوجيه انتقادات حادة للولايات المتحدة لعدم دعمها الدعوات لإنهاء الحرب، التي تقول السلطات في غزة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب أدت إلى نزوح ما يقرب من 1.9 مليون شخص- أكثر من 85 بالمائة من السكان- وهم معرضون لخطر المجاعة وانتشار الأمراض المعدية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، التي تضم أطباء وموظفين آخرين يعملون في نظام الرعاية الصحية المتداعي في غزة، إن القرار "يقصر بشكل مؤلم" عن ما هو مطلوب.
وقالت أفريل بينوا، المديرة التنفيذية للمنظمة في الولايات المتحدة، في بيان: "لقد تم تخفيف هذا القرار إلى درجة أن تأثيره على حياة المدنيين في غزة سيكون بلا معنى تقريبًا".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في وقت سابق من شهر ديسمبر، قائلة إنها تتفق مع إسرائيل على أن وقف الهجوم العسكري في غزة سيسمح للجناح المسلح لحماس بإعادة تجميع صفوفه وشن هجمات.
وطوال المفاوضات المكثفة في مجلس الأمن هذا الأسبوع، وقفت الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، وعارضت الدعوة إلى "الوقف العاجل للأعمال العدائية".
وفي النهاية، دعا القرار الذي تم إقراره- مع امتناع واشنطن عن التصويت- إلى "وقف مؤقت وممرات إنسانية عاجلة وممتدة" في جميع أنحاء غزة "لعدد كاف من الأيام" للسماح بزيادة شحنات المساعدات.
ونددت الولايات المتحدة وإسرائيل بأن القرار النهائي لم يُدن الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر، والتي أسفرت عن مقتل 1200 شخص في إسرائيل وأثارت الحرب الحالية.
الولايات المتحدة أضعفت لغة القرار
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامارد، في بيان لها، إنه "من المخزي" أن تقوم الولايات المتحدة بإضعاف لغة القرار.
وقالت: إنه رغم أن القرار ضروري، إلا أنه "غير كاف على الإطلاق في مواجهة المذبحة المستمرة والدمار الواسع النطاق".
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الولايات المتحدة "خففت من حدة القرار، ويجب عليها ضمان تنفيذ إسرائيل للإجراءات الإنسانية التي تدعو إليها".
هدف وقف الحرب
وقد أسعدت التسوية القليل من الدبلوماسيين باستثناء أولئك الذين طالبوا بها في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأعرب رياض منصور، الممثل الفلسطيني للأمم المتحدة، عن أسفه لأن تمرير القرار استغرق 75 يومًا.
وقال: إن الوثيقة كانت خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لم تصل إلى الهدف.
وأضاف: "يجب أن يتم تنفيذه، ويجب أن يكون مصحوبًا بضغوط هائلة من أجل وقف فوري لإطلاق النار. أكرر، وقف فوري لإطلاق النار".
ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، المجتمع الدولي إلى تطبيق القرار، الذي يتضمن المطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين لدى حماس والوصول إليهم لتلبية احتياجاتهم الطبية.
وقالت حماس، في بيان لها: إن القرار "خطوة غير كافية" لمعالجة الوضع المزري الذي يواجهه الناس في غزة. وانتقدت الولايات المتحدة لإضعاف لغة القرار، وقالت إن "من واجب مجلس الأمن حمل إسرائيل على تقديم مساعدات كافية إلى جميع أنحاء قطاع غزة".