اليوم الـ62 للعدوان على غزة.. تفاصيل التطورات العسكرية فى القطاع المحاصر
يستمر تركيز القوات الإسرائيلية على المستوى الميداني في اليوم الـ62 للحرب، في المنطقة الشمالية لغزة، على خمس نقاط اشتباك، الأولى هي مخيم جباليا، الذي تقاتل فيه الوحدات الإسرائيلية انطلاقًا من منطقة الشيخ زايد غربه، ومن مناطق غرب بيت لاهيا شرقه، ونقطة الاشتباك الثانية هي النطاق الشمالي، وتحديدًا شمال مدينة جباليا وعمق حي الشيخ رضوان وتل الهوا.
أما النقطة الثالثة - والتي شهدت لليوم الثاني على التوالي اشتباكات عنيفة - هي حي التفاح وحي الشجاعية جنوب شرق المنطقة الشمالية لغزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم عن أنه سيطر على عدة مناطق داخل حي الشجاعية، من بينها مركز للشرطة، وقام باعتقال عشرات الرجال داخل الحي، وقام بترحيلهم إلى أماكن مجهولة، كما حاصر مدرسة "معين بسيسو" داخل الحي، وهي ملجأ لمئات النازحين. أما النقطة الرابعة فهي المناطق الجنوبية لبيت حانون.
في محاور وسط قطاع غزة، تقاتل القوات الإسرائيلية في محورين أساسيين الأول هو محور "المغازي" شرق دير البلح، الذي تقدمت به القوات الإسرائيلية منذ أربعة أيام وقطعت طريق صلاح الدين، أما المحور الثاني فهو من منطقة "القرارة" شرق خان يونس، وقد دارت في هذا المحور اشتباكات عنيفة اليوم، بعد أن وصلت الوحدات الإسرائيلية إلى التخوم الشمالية والشرقية لمدينة خان يوس، وتحديدًا منطقة "بني سهيلا".
يلاحظ اليوم تركيز المقاتلات الإسرائيلية على مناطق شمال شرق وجنوب شرق رفح، حيث استهدفت اليوم منطقة "خربة العدس" شمال شرق المدينة، ومخيم الشابورة جنوبها، علمًا بأن مدينة رفح باتت مركزًا لمئات الخيام التي تؤوي لاجئين من المنطقة الشمالية والوسطى، وبعض هذه الخيام يقع على بعد 1.5 كيلو متر من الحدود المصرية. جدير بالذكر هنا، أن بعض المصادر الإسرائيلية تتحدث عن وجود منصات لإطلاق الصواريخ، قرب المخيمات الموجودة قرب الحدود المصرية.
أعلنت القوات الإسرائيلية يوم الخميس عن مقتل ما مجموعه ثلاثة عناصر، من بينهم الابن الأصغر لرئيس الأركان الإسرائيلي السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي، غادى أيزنكوت، وهو يحمل رتبة رائد ليصل عدد الجنود الإسرائيليين الذي قتلوا منذ بداية العمليات البرية في قطاع غزة إلى نحو 90 قتيلًا، ووصل العدد الكلي لقتلى الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، إلى 414 جنديًا وضابطًا، تسعة منهم قتلوا على الحدود الشمالية مع لبنان. كذلك أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه نحو 100 جندي إسرائيلي أصيبوا في أعينهم، وقد نجمت هذه الإصابات عن الأعيرة النارية والشظايا، نتيجة عدم ارتداء النظارات الواقية التي تحمي الأعين. وقد أشارت التقارير الطبية إلى أنه بين 10% و15% من تلك الإصابات، أدت إلى العمى في إحدى العينين أو كلتيهما.
صرح العديد من المسئولين الأمريكيين، لصحيفة "بوليتيكو"، بأن كبار أعضاء إدارة بايدن لا يعتقدون حاليًا أن العمل العسكري هو "المسار الصحيح" ضد جماعة الحوثي في اليمن، على الرغم من تعبير المسئولين السابقين في إدارات ترامب وأوباما وبوش عن إحباطهم لما اعتبروه تقليلًا من جانب إدارة بايدن لحجم التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم عن أنه خلال الأيام الماضية نفذت المقاتلات الإسرائيلية ضربة جوية على منطقة القرارة شرق خان يونس، أسفرت عن مقتل كل من عبدالعزيز الرنتيسي، وهو قائد كبير في منظومة الاستخبارات التابعة لكتائب القسام وأحمد عيوش مسئول منظومة الاستخبارات في كتيبة القرارة.
أعلنت صحيفة التايمز البريطانية اليوم، عن أن فريقًا عسكريًا بريطانيًا يعمل حاليًا في الضفة الغربية، على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.
على جانب آخر، أفادت وسائل إعلام أردنية، بأن سلاح الجو الأردني أنزل ليلة أمس - للمرة الرابعة منذ بدء القتال - مساعدات لمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة.
وفي لبنان، أعلنت حركة حماس عن أنها ستبدأ غدًا في مخيم عين الحلوة، تجنيد فلسطينيين لفرعها في لبنان. ويتم التجنيد في مخيم عين الحلوة، ضمن ما يسمى "طلائع طوفان الأقصى".
ثانيًا: التطورات السياسية وردود الأفعال:
قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن الحديث عن إبرام صفقة تبادل شاملة لتبادل المحتجزين والأسرى بين حماس وإسرائيل بصيغة «الكل مقابل الكل»، ما زال مبكرًا، وأضاف خلال مداخلة هاتفية لفضائية «القاهرة الإخبارية»، مساء الخميس، أن «المقاومة اشترطت وقف إطلاق نار فوري لبدء التفاوض حول تلك الجزئية، لكن الجانب الإسرائيلي أصر على مواصلة عدوانه»، وأشار إلى اقتراب الأطراف من هدنة إنسانية جزئية، تتضمن خروج محتجزين لدى المقاومة وأسرى من سجون الاحتلال، وتوزيع المساعدات بشكل أكثر عدالة، وزيادة كمياتها وكميات الوقود.
ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن مصر حذرت الولايات المتحدة وإسرائيل من أنه إذا فر اللاجئون الفلسطينيون إلى سيناء نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزةة، فقد يؤدي ذلك إلى "قطيعة" في العلاقات بين مصر وإسرائيل.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، أن المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي يفرض قيودًا جديدة على كل ما يتعلق بالتقارير بشأن الإصابات الإسرائيلية في الحرب على غزة، وأورد موقع "واللا" أن المتحدث باسم الجيش ينوي التحكم في تقارير المستشفيات الإسرائيلية.
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس أن مدينة "إيلات" (أم الرشراش) "تعيش حالة انهيار اقتصادي" مع وجود 35 ألفًا ممن تم إخلاؤهم سابقًا فيها، وذكرت القناة "12" الإسرائيلية أنه جرى تسجيل ارتفاع حاد في البطالة، وانخفاض في نشاط الأعمال وغياب المساعدة في "إيلات".
أكد وكيل الأمين العام للشئون الإنشائية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، أنه "لم يعد لدينا ما يمكن وصفه بعملية إنسائية في غزة بعد الآن" وقال جريفيث، في مؤتمر صحفي له في جنيف، إن ما يحدث في غزة "يمثل تهديدًا للأمن والاستقرار الدوليين" وأن وقف إطلاق النار هناك يجب أن يبدأ فورًا.
أعربت روسيا والمملكة العربية السعودية، في بيان مشترك، يوم الخميس، عن دعمهما لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين.
تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عدم رغبة عشرات الآلاف من المستوطنين الذين جرى إخلاؤهم من مستوطنات غلاف قطاع غزة ومستوطنات شمالي فلسطين، في العودة مجددًا إليها.
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، أن الدمار الذى لحق بشمال عزة في أقل من سبعة أسابيع، يقترب من الدمار الذى سببه القصف الشامل للمدن الألمانية على مدى سنوات خلال الحرب العالمية الثانية.