اعترافات مثيرة لمجندين إسرائيليين تكشف سر استهداف المدنيين فى غزة
يضغط زعماء العالم في جميع أنحاء العالم على المسئولين الإسرائيليين علنًا وخلف الأبواب المغلقة لكبح هجماتهم العسكرية على غزة للحد من قتل وتهجير المدنيين، حيث تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 15 ألف شخص حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال، وفي ظل هذه الضغوط كشف جنود سابقون في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن فظائع وجرائم الجيش، وأن الأوامر التي تصدر في غزة لا تفرق بين مدني ومقاتل وتعتبر الجميع إرهابيين.
جرائم الاحتلال
وبحسب صحيفة "ديلي بيست" البريطانية، فإن مجموعة من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي السابقين يطالبون الحكومة الإسرائيلية بتصحيح المسار أيضًا، حيث قال أوري جيفاتي، مدير المناصرة في منظمة "كسر الصمت"، وهي مجموعة من المحاربين القدامى الإسرائيليين الذين يعارضون الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، إنه يعتقد أن إسرائيل يجب أن ترد على عملية طوفان الأقصى لكن عليها أن تفعل ذلك بطريقة ليست قاسية جدًا.
وتابع: "هذه الحرب مختلفة عن كل هذه العمليات الأخرى بسبب المذبحة، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس لكن هذا لا يعني أنه يمكننا أن نفعل ما نريد بالشعب الفلسطيني في غزة".
وأضاف: "الطريقة التي تتحدث بها الحكومة الإسرائيلية عن إعادة التوطين في غزة، بعضهم يتحدث من باب الانتقام، بأن علينا أن نسوي غزة بالأرض وأشياء من هذا القبيل، كل هذه الأمور مثيرة للقلق للغاية لسببين أن أعضاء الحكومة غير أخلاقيين وغير إنسانيين".
وتابع: "إنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية وضع رؤية نحو السلام المستقبلي، بدلًا من خلق مسار يعيد المنطقة إلى الوضع الراهن الذي لا يمكن الدفاع عنه بالقتال المستمر وخلق المزيد من الكراهية".
وأوضحت الصحيفة أن عددًا كبيرًا من الإسرائيليين خصوصًا من خدموا سابقًا في الجيش يرون أن الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل عملياتها ضد حماس، من خلال إراقة الدماء والقتل الذي لا نهاية له ضد السكان الأبرياء، من غير المرجح أن تساعد في إحراز أي تقدم على الطريق نحو السلام، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إثارة الغضب وترسيخ الانقسام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ما يجعل السلام أكثر صعوبة بكثير.
وتابعت أن الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع الوضع في غزة يخلق أجيالًا أكثر كراهية ورفضًا لإسرائيل، ما يهدد وجودها بالفعل ويترك المنطقة في دائرة من سفك الدماء والعنف لا تنتهي.
ووصف جندي سابق في الجيش الإسرائيلي أن الانتقام الحالي والعقاب الجماعي لشعب غزة ليس ضمن خطة الحرب.
وقال اللفتنانت جنرال بالجيش الأمريكي مارك شوارتز، المنسق الأمني السابق للولايات المتحدة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية من 2019 إلى 2021، إن المصالح الفضلى لإسرائيل تكمن في نهج بناء السلام بدلًا من القتل العشوائي الذي نراه في غزة.
وتابع: "لماذا لا يبذل الإسرائيليون كل ما في وسعهم لتخفيف الألم والمعاناة التي يعاني منها السكان الفلسطينيون".
وأضاف أنه بدلًا من ذلك، يبدو أن إسرائيل تسير على الطريق نحو خلق انقسام أكثر رسوخًا.
وقال شوارتز: "من الأفضل ألا تثير غضب السكان المحليين لأن ذلك يُشكل خطرًا على الإسرائيليين أنفسهم ويخلق جيلًا لن يتسامح مع فكرة وجود إسرائيل".
تقول إحدى الشهادات التي أدلى بها جندي سابق في جيش الدفاع الإسرائيلي شارك في حملات سابقة: "إن التصور السائد هو أن أي شخص تراه هو إرهابي"، وأضاف: "قالوا لنا: ليس من المفترض أن يكون هناك أي مدنيين". يقول آخر: "إذا حددت هوية شخص ما، فأنت تطلق النار عليه".
وقال جندي سابق في الجيش الإسرائيلي: "الأوامر التي نتلقاها لا تفرق بين مدني ومقاتل، فأي شخص نقابله هو إرهابي يجب قتله".