حصاد الكركديه بأسوان.. والسيدات: "موسم خير ياريت يبقى السنة كلها" (صور)
فرشة على الأرض وعدد من الجرادل البلاستيكية يحيطها من جميع النواحى عدد من السيدات وأطفالهم جميعهم فى خلية عمل لتعبئة الجرادل بمحصول الكركديه بعد تنظيفه من القش والأوراق الخضراء.
معايشة "الدستور" لخلية عمل سيدات وأطفال قرية الشهامة شمال أسوان فى موسم الكركديه
مع وقت الفجر يبدأ مزارعو الكركدية التوجه إلى الأراضى الزراعية لجنى ثمار الكركدية، ثم يتم تحميله على عربات كارو إلى منازل سيدات القرية ليتولن مهام تنظيف وتعبئة ثمار الكركديه فى جرادل بلاستيكية وعزل المكسور منها فى جهة والسليم فى آخري والتى يطلق عليها "اللوزة" نظرًا لاختلاف اسعارهم في البيع، والأخيرة تعتبر اعلى نوع فى السعر والجودة.
سيدات الحصاد
وتقول الحاجه أم محمد، إن الكركديه هناك نوعين منه المكسور والزهرة وكل نوع منهم له سعر نظرًا لجودته، حيث إنها تجلس فى صحبة جيرانها اما المنزل لتعمل فى عزل الكركديه عن الاوراق الخضراء بعد جلبه من الأرض الزراعية، موضحة أن يتم تعبئة العلبة بمقابل مالى، وكان مقداره فى اول مره ٥ جنيهات، وحاليًا بلغ سعر الواحدة بهذا الموسم ١٥ جنيهًا، ويطلقوا عليها كلمه "الصفيحة" ويكون هذا بمثابة موسم رزق ويوفر لهم عمل امام منازلهم، ليساعدهم على مواجهة غلاء المعيشة.
وأضافت لـ"الدستور" أنها تعمل فى حصاد محصول الكركدية منذ عامين، وذلك بعد توافدها للسكن بالقرية، حيث أن جميع السيدات داخل القرية حتى يعملن فى موسم حصاد الكركديه وتكون مهمتهم فقط تنظيف محصول الكركدية من الاوراق الخضراء وتعبئة المحصول داخل "الصفائح".
وأوضحت الحاجة أم محمد أنها تتجمع برفقة جيرانها بشكل يومى أمام المنزل خلال موسم حصاد الكركديه حتى يتم الانتهاء من المحصول بشكل كامل، لافته انها تعمل علي قدر استطاعتها في تعبئة صفائح الكركدية مقابل اليومية التي يتم تحديدها علي حسب العدد.
وأشارت إلى أن موسم الكركديه بمثابة موسم خير لهم حيث أنه يوفر لهن مبلغ مالي "يومية" يحصلن عليها على حسب عدد الصفائح التى يقومن بتعبئتها وفى نفس الوقت يستطعن أن الاعتناء بمنازلهن واولادهن نظرًا لان تجمعاتهن تكون أمام منازلهن فى الشارع وكل واحدة منهن تبدأ بعد انتهاءها من اعمالها المنزلية وفى نفس الوقت يمر وقت عملهن بشكل خفيف لانهن يتحاكن مع بعضهن البعض ليعرفن احوالهن مما يهون عليهن مرور اليوم.
وقالت أم آية، إحدى السيدات اللواتى يعملن فى حصاد الكركديه، إنها تعمل فى موسم الكركديه منذ صغرها وهى فى سن ١٢ عاما وحتى بعد أن تزوجت لم تترك العمل، وأن هذا الموسم ينتظرونه من السنة للسنة وأنهن يفضلن الاستفادة منه بجميع الحالات، فى تعبئة العلب البلاستيكية التى يطلق عليها "صفيحة" ويحصلن على مبلغ مالي مقابل كل واحدة يتم تعبئتها وان كل سيدة منهم على حسب قدرتها فى التعبة تحصل على اليوم آخر اليوم.
وأضافت لـ"الدستور" أن العمل باليومية لتعبئة صفائح الكركديه خلال الموسم غير مقتصر على السيدات فقط بل أن الأطفال أيضًا يعملوا فيه للحصول على أجر اليومية، مشيرة إلى أنه بجانب الاستفادة المالية، انهن يستفدن من قش الكركدية الذى يستخرج اثناء تنظيف المحصول لإطعام الماشية الخاصة بهم.
وأوضحت أن ليس قريتهن فقط التى يعملن بها السيدات فى تنظيف محصول الكركديه وتعبئته فى صفائح مقابل اجر يومى بل أن قرية وادي عبادي ايضًا التى تقيم فيها شقيقتها يعملن السيدات والفتيات خلال الموسم، حيث ان هذا العمل يساعدهن فى تجهيز وشراء مستلزمات فتياتهن المقبلات على الزفاف قائلة " لو الست استرزقت اخدت الموسم واشتغلت ليل نهار بتعملها مبلغ تجيب بطانية مفرش اي حاجه بسيطة زي كده"
وتابعت لـ"الدستور" أن السيدات تساعد أيضًا من خلال حصولها علي اليومية فى مصروفات المنزل قائلة: "العيال بتروح مدرسة عاوزين فلوس هتديلهم مش هتستني تاخدى من حد انتي بتشتغلي بمجهودك وتطلعي فلوس علشان كده بنقول يارب يبقي السنة كلها".
