وثيقة عسكرية أمريكية تكشف استراتيجية إسرائيل الانتقامية فى فلسطين
كشفت وثيقة أمريكية عن "استراتيجية إسرائيل الانتقامية" من فلسطين بسبب فشل حربها في غزة، وسط مخاوف من تجاهل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتحركات وسياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
وقالت إيتاي ماك، محامية وناشطة إسرائيلية في مجال حقوق الإنسان، في مقال عبر موقع "ذا واير"، إنه عندما ينتهي وقف إطلاق النار لا ينبغي للرئيس جو بايدن أن يسمح لإسرائيل بمواصلة حربها الانتقامية العقيمة في غزة، كاشفة عن بعض التفاصيل في الوثيقة الأمريكية التي تتحدث عن سياسات إسرائيل الانتقامية.
تفاصيل وثيقة إسرائيل الانتقامية من فلسطين
وأوضحت ماك أن الولايات المتحدة عرفت منذ فترة طويلة أن إسرائيل لديها استراتيجية انتقامية في فلسطين وفقًا لمعلومات وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي تقييم الوكالة الأمريكية، الذي يحمل عنوان "إسرائيل: تجربة في مكافحة الإرهاب"، والذي تم إجراؤه في 11 يونيو 1984، وتم رفع السرية عنه في عام 2016، فإن "الالتزام بالسياسة الانتقامية متأصل بعمق في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية".
وعلى الرغم من أن مسئولي الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حذروا باستمرار من أن مثل هذه الإجراءات ليس لها تأثير رادع يذكر على ما تسميهم "الإرهابيين"، إلا أن القيادة أظهرت استعدادها لاتخاذ إجراءات إذا كانت المصالح الأمنية الإسرائيلية على المحك.
وتشرح الوثيقة كيف أن إسرائيل، منذ الخمسينيات وحتى الثمانينات، "انتقلت من سياسة المناقشة إلى عقيدة الانتقام المتطورة بالكامل، وهذا يعني أن الإرهاب يمكن مواجهته من خلال وضع ثمن باهظ غير مقبول (للعرب) على مثل هذه العمليات".
كما خلص تقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية إلى أن "النهج في التعامل مع الإرهاب، الذي يعتمد في المقام الأول على القوة، يخلق ديناميكية من التحفيز والاستجابة، بدلًا من وضع نهاية واضحة للمشكلة".
الحرب في غزة تكشف خطط إسرائيل الانتقامية
وقالت ماك إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخادع في هذه الحرب، ومن أجل إسقاط نظام حماس عليه أن يسقط نظامه، حيث لا يهتم نتنياهو إلا ببقائه السياسي، ولتحقيق هذا الهدف فهو يعتمد بشكل كامل على ائتلافه مع الأحزاب اليمينية المتطرفة التي ترى في السلطة الفلسطينية وأي اتفاق سياسي معها تهديدًا أكبر من حماس.
ورغم أن نتنياهو كان بوسعه تشكيل ائتلاف طوارئ بديل، ولو بشكل مؤقت، فإن أحزاب اليمين المتطرف فقط هي التي ترغب في إلغاء استقلال القضاء الذي يحتاج إليه نتنياهو من أجل إلغاء أو وقف محاكمته الجنائية أو جعلها بلا معنى.
كما ستساعد أحزاب اليمين المتطرف نتنياهو في تشكيل لجنة تحقيق بلا أسنان في المسئولية عن كارثة 7 أكتوبر، فنتنياهو لديه ارتباط عميق باليمين المتطرف عندما اختار عدم إقالة وزير اليمين المتطرف عميحاي إلياهو، على الرغم من الضرر الدولي الكبير الذي ألحقه بإسرائيل عندما تحدث عن ضرب قطاع غزة بالسلاح النووي.
واعتبرت ماك أن الحل الوحيد لمشكلة قطاع غزة، وكذلك للصراع الإسرائيلي الفلسطيني برمته، هو الحل الدبلوماسي وليس العسكري، ولهذا لا ينبغي للرئيس بايدن أن يسمح لإسرائيل بمواصلة شن حرب انتقامية عديمة الجدوى، والتي لن تحل شيئًا ولن تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة الإنسانية.