خيام مبللة قرب الغارات.. "شتاء غزة" يزيد من معاناة الفلسطينيين
بدأت أمطار الشتاء الأولى بالهطول على قطاع غزة قبل 3 أيام، ما أدى إلى تفاقم الظروف الصعبة الناجمة عن القصف الجوي الإسرائيلي والغزو البري والحصار المشدد المفروض على القطاع منذ 7 أكتوبر.
ومع نوم الآلاف في خيام مبللة ونقص الوقود والغذاء، يستعد الفلسطينيين في قطاع غزة المُدمَّر لشتاء لا يطاق وسط الهجوم الإسرائيلي الوحشيّ، حيثُ تعرَّض القطاع كلّه للدمار بسبب الأحداث المروعة التي شهدتها هذه الحرب الأخيرة، والفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة والهجمات الإسرائيلية الانتقامية واسعة النطاق على القطاع الفلسطيني.
منازل بلا نوافذ أو أسقف
بحسب المجلس النرويجي للاجئين (NRC) فإنَّ أكثر من 120.000 فلسطيني في غزة يعيش في 21،500 منزل بلا نوافذ أو أسقف أو أبواب آمنة، مما يترك العائلات تواجه ظروف الشتاء في ملاجئ غير محمية.
ويظهر تحليل للمجلس النرويجي للاجئين أن ما يقرب من 2000 منزل لا يزال مدمرًا بعد التصعيدات المتعددة على مدى العقد الماضي. إذ تضطر العديد من العائلات إلى البقاء مع أقاربها، مما يؤدي إلى الاكتظاظ وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشتاء.
حياة بلا تدفئة ولا آمان
ولا تزال آلاف العائلات تعيش في منازل بها ثقوب في الجدران والأسطح، أو في مقطورات واهية، دون تدفئة أو كهرباء لعدة ساعات في اليوم، حيثُ يأتي المطر ويسبب الفيضانات في بعض الأحيان، وتغرق المنازل بساكنيها في الأرض.
ويمنع الحصار الإسرائيلي المستمر وصول مواد البناء ووقود التدفئة والعديد من الضروريات الأساسية الأخرى إلى غزة، خاصة في هذه الظروف التي يعيشها سكان القطاع المُحاصر، إذ لا يستطيعون المغادرة للحصول على الرعاية الطبية وغيرها من الضروريات الإنسانية.
توقعات بتدمير ما تبقى في غزة بسبب الشتاء
تقدر الأمم المتحدة أنه في 2022، أدى الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع منذ عام 2007 إلى "إفراغ اقتصاد غزة".
وقال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، في وقت سابق، إن "القيود المفروضة على الفلسطينيين تعيق أيضًا الوصول إلى الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية، حيث يعتمد 80 بالمائة من سكان غزة على المساعدات الدولية".
وبحسب تقارير سابقة للأمم المتحدة، فإنَّ جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة تقريبًا يعانون من الجوع، كما شردت الحرب 1.65 مليون شخص ومع تدمير أو تضرر ما يقرب من نصف المنازل في غزة، فإن الفقر سوف يزداد سوءا، فضلًا عن قساوة الشتاء المتوقعة بتدمير ما تبقّى من المنازل.