واشنطن بوست: جرائم حرب وإبادة جماعية فى غزة.. إسرائيل خسرت أكبر معاركها العالمية
مر أكثر من ستة أسابيع منذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها الفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل ردًا على انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، والتي ردت عليها إسرائيل بعدوان غاشم على قطاع غزة تبعتها عملية برية موسعة، يبدو من الوهلة الأولى أنها تفوز فيها، ولكنها في الوقت نفسه خسرت بشكل كبير معركة الرأي العام الدولي وخسرت الكثير من دعم المجتمع الدولي بعد استشهاد أكثر من 13 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وسط اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة، لتخسر إسرائيل معركتها الكبرى أمام العالم.
إسرائيل تخسر الرأى العام العالمى
وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة بحجة السيطرة على معاقل حركة حماس، بما في ذلك الاستيلاء على مستشفى الشفاء، الذي تدّعي إسرائيل أنه قاعدة لعمليات حماس، وبسبب هذا الهجوم على المرافق الطبية لم تخسر إسرائيل أكثر من 50 جنديًا فقط ولكنها خسرت أيضًا العالم.
واعترف الجنرال المتقاعد عاموس يادلين، المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بأن النسبة الأكبر من مقاتلي حركة حماس لا يزالوا موجودين في مركزهم في الأنفاق الموجودة تحت الأرض.
وأضافت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال لا يعلم كيف يمكن التعامل مع شبكة الأنفاق التي تضم المحتجزين أيضًا، وفي محاولة توسيع العملية البرية في غزة، فمن المتوقع أن ترتفع الخسائر البشرية الإسرائيلية بصورة كبيرة كما حدث مع القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
وتابعت أن إسرائيل فشلت حتى الآن في استهداف قادة حركة حماس، التي تدّعي إسرائيل أنهم توجهوا إلى المناطق الجنوبية، وفي حال تم توسيع العملية العسكرية لتشمل جنوب غزة ستكون هناك خسائر بشرية كبرى بين المدنيين، وهو أمر يرفضه بشكل كامل المجتمع الدولي.
وأضافت أن مسئولًا سابقًا في وزارة الدفاع الإسرائيلية يزعم أن القضاء على حماس بشكل كامل يستلزم 6 أشهر إضافية.
الغضب الدولى يتصاعد بقوة ضد إسرائيل
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن المجتمع الدولي لن يترك إسرائيل عدة أشهر إضافية في غزة، ففي كل حروبها التي تعود إلى غزو لبنان عام 1982، أجبر الغضب الدولي إزاء الخسائر في صفوف المدنيين إسرائيل على تقليص عملياتها الهجومية قبل تحقيق نصر واضح، ويتزايد الضغط أيضًا خلال هذه الحرب. وبعبارة أخرى، فإن الساعة السياسية تدق بسرعة أكبر من الساعة العسكرية.
وتابعت أنه في البداية كان العالم منقسمًا بين مؤيد لعملية طوفان الأقصى وجزء آخر رافض لها، ولكن اليوم مع استشهاد ما يقرب من 13 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، تحول العالم بشكل كبير لدعم فلسطين.
وأضافت أن إسرائيل تسعى لتحسين صورتها السيئة أمام العالم بالسماح بإدخال الوقود والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ولكن الهجوم على المستشفيات ومدارس الأونرو بحجة استهداف معاقل حماس ونشر دلائل ضعيفة للغاية عن سبب استهداف الأماكن النائية للمدنيين، جعل إسرائيل تواجه مجددًا اتهامات ارتكاب جرائم حرب في غزة والإبادة الجماعية للفلسطينيين، ولم تفلح كل تصريحات الجيش الإسرائيلي والحكومة في تحسين السمعة السيئة للعدوان.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز"- إبسوس الأسبوع الماضي أن عدد المشاركين الذين يقولون إن على الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل انخفض من 41% إلى 32% منذ بداية الصراع، في حين وافق 68% على أنه يجب على إسرائيل الدعوة إلى وقف إطلاق النار ومحاولة التفاوض.