أيمن الرقب لـ"اللدستور": الدولة المصرية نجحت فى إفساد مخطط الاحتلال لتهجير الفلسطينيين
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إنه منذ خمسينيات القرن الماضي، يحاول الاحتلال إفراغ فلسطين من سكانها، وينطبق هذا الأمر على غزة والضفة الغربية على حد سواء.
وأشار "الرقب" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، حلم نقل الفلسطينيين إلى سيناء راود الإسرائيليين قبل عقود طويلة، إلا أنه عاد للساحة عام 2009 بخطة لتوسيع قطاع غزة نحو سيناء ووضعها تحت الإدارة المصرية إلا أنها رُفضت، قبل أن يعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خريطة للمنطقة تتضمن توسيع غزة في حدود منطقة النقب، ولكن لم يلتزم الاحتلال بها.
وتابع: "الآن ومع استمرار الحرب على الغزة، عاود الاحتلال محاولاته لتنفيذ مخطط إعادة توطين الفلسطينيين في سيناء، إلا أن الدولة المصرية رفضتها بشدة ونجحت في مواجهة مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية".
وأكد "الرقب" أن الأردن اتخذ موقفًا مماثلًا خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي وقمة العربية الطارئة في الرياض في الأيام الماضية، ليؤكد رفضه تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وهو ما ساهم في إفشال المخطط الصهيوني لإحياء مخطط التهجير، ليتحدث الإسرائيليون عن مقترح آخر، وهو منح سكان قطاع غزة الجنسية المصرية والسماح لهم بالتنقل داخل مصر، ولكن رفضته مصر أيضًا.
وأضاف أن أعضاء من حكومة الاحتلال يقترحون الآن، خطة جديدة لنقل الفلسطينيين إلى أوروبا، حيث سينتقل سكان قطاع غزة بطريقة أوروبية، وعلى الدول الأوروبية أن تستقبل سكان قطاع غزة وتوفر لهم الدعم، في الماضي، كان الشباب الفلسطيني ينفق الآلاف من الدولارات لمغادرة غزة والبحث عن الاستقرار وفرص العمل والحصول على الجنسية، ولكن تحت هذه الظروف، ستجد أن الموقف قد تغير بشكل كامل.
وشدد "الرقب" على أن الشباب الفلسطيني الذي يتمسك بغزة يتمسك بفلسطين بشكل عام، وهذا يعد جزءًا أساسيًا من القضية الفلسطينية، لا يمكن فصل غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن التحدث عن فلسطين من دون غزة، ولن تنجح أي عملية هجرة مفروضة من قِبل الاحتلال، فالفلسطينيون سيدافعون بكل تصميم عن حقّهم في البقاء في وطنهم.
وحول ما تتعرض له غزة من قصف وتدمير، قال "الرقب" إن هذا الوضع يجب أن يتوقف عاجلًا، مشددًا على أن الاحتلال الإسرائيلي ينشر الرعب ويهدد سكان غزة بالتهجير، ويجب علينا جميعًا المطالبة بحماية الحقوق الإنسانية وإنهاء العنف والاحتلال في فلسطين، ولا ينبغي للأحداث المؤسفة في جباليا أن تظل دون تحقيق العدالة والمساءلة للجرائم التي تم ارتكابها ضد السكان المدنيين، ولن ينجح الاحتلال في تفريغ قطاع غزة من سكانه، فالفلسطينيون سيبقون في وطنهم، ويصرخون بصوت عالٍ لتحقيق العدالة والسلام في الأراضي المحتلة.
"الرقب": غزة هي خط المواجهة الأول
وأكد "الرقب" أن غزة هى خط المواجهة الأول، وإذا نفذ الاحتلال خطته في غزة فسيتم تنفيذ الخطة في الضفة الغربية المحتلة والقدس، ولذلك كان موقف الأردن يذهب باتجاه دعم الموقف المصري، لأنه يدرك أنه في اللحظة التي ينجح بها الاحتلال في نقل الفلسطينيين من قطاع غزة، سيتم نقل سكان الضفة الغربية إلى الأردن.
وشدد على أن نجاح الاحتلال في ذلك يشكل تهديدًا كاملًا للأمن القومي العربي ولقضية فلسطين ولذلك، من المطلوب دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل أقوى من ذلك ويجب دعم صمودهم لأن ظروفهم أصبحت صعبة للغاية، خاصةً مع دخول فصل الشتاء وظروفهم أصبحت صعبة جدًا، والخيام تبللت من المطر ولم يستطيعوا النوم بسبب البرد القارس وعدم توفر المياه، وبالإضافة إلى ذلك، يقوم الاحتلال بالاقتحامات في المستشفيات، ولم يعد هناك مكان يستطيعون الاحتماء به من برد الشتاء القارس في قطاع غزة الذي يتعرض في العادة للأمطار في هذه الفترة.