باحث سياسي لـ"الدستور": ما يحدث في غزة دليل على "إرهاب الغرب"
قال الباحث السياسي جمال رائف، إن التصعيد الأخير في قطاع غزة كان كاشفا وواضحا أمام ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي وبالتحديد لدى المجتمع الغربي والولايات المتحدة الأمريكية، منوها: "رأينا الكثير من المواقف التي كانت شاهدة على التحيز الكامل للجانب الإسرائيلي، مثلا دون الأمور الخاصة بحقوق الإنسان أو مراعاة حقوق الإنسان فيما يتعلق بقطاع غزة".
وأكد رائف في تصريحات لـ"الدستور": أن الوضع الإنساني في قطاع غزة خير شاهد ودليل على أن مفاهيم حقوق الإنسان التي يتصدق بها الغرب طوال الوقت هي فقط كانت لممارسة ضغط سياسي على الدول النامية والدول الأفريقية والدول العربية بينما حينما تكون هناك أزمة حقيقية تتعلق بحقوق الانسان لا نجد أيا من هذه المفاهيم تتحقق على أرض الواقع أو حتى مناداة هذه المجتمعات بتطبيق مفاهيم حقوق الانسان.
وأضاف الخبير السياسي أن الجميع يرى صمتا دوليا وصما للأذان الغربية والأمريكية عن كل ما يحدث من انتهاكات من الجانب الاسرائيلي تجاه الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص.
وفيما يتعلق بملف اللاجئين وجود ازدواجية، أوضح الخبير السياسي، أن هذا الأمر يتعامل به الاتحاد الأوروبي دائما خصوصا فيما يتعلق بهذا الشأن، مشيرا إلى أنه كان هناك منذ فترة قمة أوروبية متعلقة ببحقوق اللاجئين، ورأينا أصوات متشددة للغاية ترفض استقبال اللاجئين وتريد أن تضع بعض السياسات المحكمة، فالغرب يتعامل بمنطق عدم استقبال المزيد من اللاجئين وأيضا إزاحة اللاجئين خارج الدول الأوروبية ومن ثم نرى على العكس تماما الجانب الاوروبي والجانب الامريكي يريدون طوال الوقت أن تتورط الدول العربية في استقبال المزيد من اللاجئين، بل أن تأجيجهم للصراع أيضا يزيد من أزمة اللاجئين دوليا.
وواصل حديثه: "نرى دعوات مثل التهجير القسري في قطاع غزة ومحاولة أن يكون هناك نوع من أنواع الهجرة الجماعية داخل الدولة المصرية، وهذا أمر مرفوض لأنه أيضا ليس فقط مرفوضا على الجانب الإنساني ولأنه يتنافى مع فكرة السياسات الخاصة باللجوء مع هذا العدد الكبير جدا، ولكن أيضا يتنافى مع فكرة إيجاد القضية الفلسطينية، مضيفا:" إذا سمحنا بأن يتم إحداث تفريغا ديموغرافيا لقطاع غزة من ساكنيه فنحن إذا نسمح بتصفية القضية، ومن ثم لا يمكن لأحد أن يسمح بتصفية القضية الفلسطينية من خلال تفريغ قطاع غزة من ساكنيه وإعطاء هذه الأرض على طبق من ذهب للجانب الاسرائيلي، مشيرا إلى أن هذا غير مقبول وغير معقول، كما أن المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة يرفضونه رفضا ولن يقبلوا بهذا أيضا.
واختتم حديثه: "على المجتمع الاوروبي والمجتمع الغربي بشكل عام أن يضع مفاهيم حقيقية وثوابت حقيقية لفكرة اللجوء تطبق على الجميع، وأيضا أن يكون هناك نوع من أنواع حلحلة لفكرة زيادة أعداد اللاجئين بشكل عام على مستوى العالم من خلال تصفية يعني تخفيض الصراعات والنزاعات الدولية.