حتى ولو كانت النتيجة اختلاط الأنساب.. "إسرائيل" تسحب الحيوانات المنوية من قتلاها بزعم البقاء
واحدة من أبرز نقاط ضعف الكيان الإسرائيلي هو المساس بحجم ما يعتقده قوته البشرية التي تتمثل في أعداد مواطنيه، لذا لجأ مؤخرًا إلى حيلة للحفاظ على تلك القوة المزعومة "ذلك العدد"، وهي السماح بسحب حيوانات منوية من قتلاه حتى وإن كان ذلك يفتح بابًا أمام ما تحرمه جميع الأديان السماوية وهو حدوث "اختلاطًا للأنساب".
وكان قد نتج عن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي تلك الخسائر التي تخشاها إسرائيل، وهي الخسائر البشرية من خلال وقوع مئات من القتلى إلى جانب الأسرى على يد حركة المقاومة الفلسطينية حماس، تلك الخسائر التي طالما حرصت على ألا تقع فيها إسرائيل إلى جانب العديد من الخسائر الأخرى والتي تتمثل أولاها في تحطيم مقولة الجيش الذي لا يقهر.
لذلك ووفقًا لتقرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، سُحبت حيوانات منوية من 33 رجلًا من القتلى الإسرائيليين في أكتوبر، 4 منهم مدنيون والباقي جنود في الجيش، من أجل حفظها بالتجميد وإبقاء فرصهم في الإنجاب.
وحدة متخصصة
كما أوضحت الصحيفة أن وزارة الصحة أنشأت وحدة خاصة تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع مع الجيش والمستشفيات التي تضم بنوك الحيوانات المنوية، لإخطار العائلات بخيار سحب الحيوانات المنوية في أسرع وقت ممكن، بعد وفاة الزوج أو الابن.
دون إذن قضائي
وعلى الرغم من أنه كان يتوجب على الأرامل أو الأسر الراغبة في سحب الحيوانات المنوية من جثث الزوج أو الابن بعد الوفاة، الحصول على إذن قضائي، لكن لم يتم ذلك لأن هذا الشرط ألغي بشكل مؤقت بسبب الحرب، وهو ما يوضح حرص إسرائيل على زيادة أعداد مواطنيها أيًا كانت الوسيلة، إذ أنه في نظر هذا الكيان الصهيوني كل الأمور تهون أمام الرغبة في التكاثر بوهم البقاء.
ويذكر أنه يجب سحب الحيوانات المنوية خلال 24 ساعة من الوفاة، وذلك لزيادة فرص بقائها على قيد الحياة عندما يتم فك تجميدها لاحقًا واستخدامها لتخصيب بويضة، ولكن على الجانب الأخر أوضح خبراء إسرائيليين أنه يمكن استعادة الحيوانات المنوية "حتى بعد عدة أيام من الوفاة، وحتى عندما لا تكون الحيوانات المنوية قادرة على الحركة".
أكبر معدل مواليد في العالم
ويُذكر أنه حسب وكالة الأنباء العالمية "رويترز" فإن معدل المواليد في إسرائيل يعد هو الأكبر في العالم المتقدم، وهو ما كان ينظر إليه في أوقات مضت على أنه تكتيك للبقاء في منطقة معادية، ولكن وبعد الزيادة السكانية الكبيرة في تعداد إسرائيل أوضح الخبراء أنه قد يصبح سببًا للانحسار والتراجع إذا لم تتخذ إجراءات فعلية لوقف هذا الاتجاه.
إذ يبلغ عدد سكان إسرائيل اليوم 6.3 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل إلى 15.6 مليون بحلول عام 2059 وإلى 20.6 مليون في سيناريو الحد الأقصى، كما أنه وباستبعاد صحراء النقب شبه الخالية التي تشغل أكثر من نصف مساحة إسرائيل يقفز معدل الكثافة السكانية إلى 980 شخصًا في الكيلومتر مربع أو أقل قليلًا من نظيره في بنجلادش، وهو ما يعني أن تلك البلدة الصغيرة قد لا يبقى فيها متسعًا للعيش.
ويعادل عدد اليهود في الأرض المقدسة حاليًا تقريبًا عدد الفلسطينيين فكل من الفريقين نحو 6.3 مليون نسمة، في المقابل يفوق النمو السكاني للفلسطينيين بسهولة نظيره الإسرائيلي إذ أن المرأة الفلسطينية تنجب في المتوسط أربعة أطفال.
تشجيع حكومي
ومن ناحيتها تشجع الحكومة الإسرائيلية مواطنيها دائمًا على النمو السكاني، وذلك بتقديم مزايا مثل علاوة رعاية الطفل والإعفاء من المصاريف المدرسية من سن ثلاث سنوات وكذلك دفع تكاليف أربع مرات علاج للتخصيب الصناعي في السنة.
كذلك تقدم الحكومة أيضًا حوافز لليهود في الخارج بل للمهاجرين الإسرائيليين للانتقال إلى إسرائيل وكانت تلك الإجراءات مطلوبة عند قيام إسرائيل عام 1948 لكن لعلها قد تصبح أقل إلحاحًا مع الزيادة الكبيرة في أعداد السكان.