الفلاسي لـ"الدستور": الإمارات تقوم بدور رائد ومحوري في مساندة القضية الفلسطينية
قال ضرار بالهول الفلاسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، إن ما يميز سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الداخلي والخارجي، أنها سياسة متوازنة ومتسقة مع ثوابتها الوطنية والعربية والإنسانية، ومنسجمة مع رؤيتها في ترسيخ منظومة قيمها في التعايش وإحلال السلام في المنطقة العربية وفي العالم.
وأوضح الفلاسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن دولة الإمارات سباقة دائما بفعلها الإنساني ودورها الإيجابي وسياستها الحكيمة ودبلوماسيتها التي تحتكم إلى معيار العقل والمنطق والحكمة في التعاطي مع القضايا الدولية المهمة، وفي اجتراح المبادرات الرائدة لحل الأزمات العالمية المختلفة، وعلى وجه الخصوص أزمات الشرق الأوسط والعالم العربي، وكان ذلك واضحا من خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي، حيث اضطلعت بدور فاعل ونشط يعكس مكانة الدبلوماسية الإماراتية الداعية إلى الأمن والسلام العالميين في مختلف المحافل الدولية.
وتابع "بهذا المعنى كان موقفها من الأزمة الحالية في قطاع غزة، هذا الموقف الذي ينهض من ثوابتها الوطنية والإنسانية والأخلاقية التي تعد معيارا لا يتغير في الزمان والمكان، كما يتسق موقفها بشكل تام مع مضامين الموقف العربي لدفع عجلة السلام وخفض التصعيد في قطاع غزة، وإيقاف الصراع الدموي الذي يذهب ضحيته الأبرياء من الطرفين".
دور الإمارات في دعم القضية الفلسطينية
وأكد السياسي الإماراتي أن دولة الإمارات تقوم بدور رائد ومحوري في مساندة القضية الفلسطينية داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقد برز هذا الأمر بشكل واضح عبر جهود البعثة الدبلوماسية الإماراتية ممثلة للمجموعة العربية داخل مجلس الأمن، خصوصًا جهودها الدبلوماسية الحثيثة لمحاولة صياغة قرار يحصل على دعم المجتمع الدولي لوقف التصعيد العسكري في قطاع غزة وحماية المدنيين وإيجاد أفق للسلام، مرتهنة إلى ثقلها السياسي الإقليمي والدولي، وما تتمتع به من علاقات قوية مع مختلف دول العالم. ويأتي هذا الموقف الحكيم من دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة امتدادا للدعم الإماراتي التاريخي للقضية الفلسطينية عبر الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، والذي يعد أحد ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية منذ تأسيسها عام 1971.التي وضعها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وقال ضرار بالهول الفلاسي إنه منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة كرست دولة الإمارات كافة الجهود الدبلوماسية والإنسانية وأجرت عشرات الاتصالات واللقاءات المهمة مع قادة ووزراء ومسؤولين أمميين ودوليين، وذلك سعيا منها لتكريس الحل الدبلوماسي للأزمة، وحشد الجهود الدولية والإنسانية.
وأكد الفلاسي أن موقف الإمارات واضح للجميع، سواء بدعوتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن إلى جلسة طارئة حول الوضع في غزة، أو بتصويتها ضد أي قرار لا يخدم وقف إطلاق النار أو جهود التهدئة ودخول المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ما يشير إلى استقلالية السياسة الإماراتية المتزنة والمبنية على مبادئ واضحة لا تحيد عنها، والمنحازة بشكل كامل إلى حماية المدنيين، وحفظ حقوقهم، ووقف الصراع، وإحلال السلام.
وأضاف "هذا ما أكدته كلمتها في مجلس الأمن التي عبرت عن حكمة موقفها، ورؤيتها الإنسانية، بمطالب وأولويات واجبة التنفيذ، في مقدمتها وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، لحقن دماء الفلسطينيين، وإطلاق سراح جميع الرهائن ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، احتراما للقانون الدولي الإنساني، لتضع خارطة طريق واضحة، من أجل إنهاء الحرب في غزة، مطالبة الجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية تجاه مايحدث، وما وصلت إليه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مشددة على بذل قصارى الجهود الدبلوماسية وتسخير الإمكانات كافة للتوصل إلى هذا الهدف الإنساني، وفتح الأفق السياسي في المستقبل لإيجاد حل سياسي بتوافق دولي لهذا الصراع".
تفاصيل المساعدات الإنسانية الإمارات لغزة
أما على صعيد الجهود والمساعدات الإنسانية التي كرستها دولة الإمارات من أجل مساعدة شعب غزة قال ضرار بالهول الفلاسي إن هناك العديد من المبادرات والجهود وعلى كافة المستويات، للدفع في هذا الاتجاه الإنساني، سواء بدعوة الإمارات في جميع جلسات مجلس الأمن منذ بدء الأزمة، إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، والوصول الآمن والدائم وعلى نطاق واسع للمساعدات الإنسانية، وإيصال الوقود للمستشفيات ومحطات تحلية المياه، وتوفير المياه، إضافة إلى التقيد بالقانون الدولي الإنساني أو عبر المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات من أجل المساعدات الإنسانية لشعب قطاع غزة، مثل حملة «تراحم من أجل غزة»، إضافة إلى منصات التطوع الوطنية.
وأوضح أن هذه الحملة التي تعكس ذلك الانسجام بين الموقف الشعبي في دولة الإمارات وبين الموقف الرسمي، حيث شهدت هذه الحملة مشاركات واسعة من كل فئات المجتمع بالتوازي مع الجهود الرسمية في تجسيد قيم العطاء والتضامن الإنساني المتأصلة في الدولة.
وقال ضرار بالهول الفلاسي إن الإمارات أعلنت ايضا عن إقامة مستشفى ميداني داخل قطاع غزّة بسعة 150 سريرًا، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3 "، مشيرا إلى أن رهانات السياسة الإماراتية معيارها الإنسان، والأمن والأمان، والتعايش والسلام، من أجل مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء.