في ذكرى ميلاد ابن حزم الأندلسي.. تعرف على ما هية الحب ومظاهره وأسبابه
تحل اليوم ذكرى ميلاد إلامام ابن حزم الأندلسي، إذ ولد في مثل هذا اليوم الموافق 7 نوفمبر 994م، ويعد من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الإمام أبو جعفر الطبري، وهو إمام حافظ، فقيه ظاهري، ومجدد القول به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق، ومتكلم وأديب وشاعر ونسّابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل بل وصفه البعض بالفيلسوف، وكان وزير سياسي لبني أمية.
وسلك طريق نبذ التقليد وتحرير الأتباع، قامت عليه جماعة من المالكية وشـُرد عن وطنه، وتوفي لاحقا في منزله في أرض أبويه منت ليشم المعروفة بمونتيخار حاليا، وهي عزبة قريبة من ولبة.
كتاب “طوق الحمامة في الإلف والألاف”
يتناول كتاب “طوق الحمامة في الإلف والألاف” بالبحث والدَّرس عاطفة الحب الإنسانية على قاعدة تعتمد على شيء من التحليل النفسي من خلال الملاحظة والتجربة، فيعالج ابن حزم في أسلوب قصصي هذه العاطفة من منظور إنساني تحليلي، وهو بمثابة وثيقة تاريخية بالغة الأهمية عن أحوال الأندلس.
ويعد من أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه، وترجم الكتاب إلى العديد من اللغات العالمية ويحتوي على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين.
قسم الكتاب إلى 30 بابا، منها في أصول الحب عشرة، منها علامات في الحب، في ذكر من أحب في النوم، في ذكر من أحب بالوصف، ذكر من أحب من نظرة واحدة، ذكر من لا تصح محبته إلا مع المطاولة، التعريض بالقول، الإشارة بالعين، المراسلة، السفير.
ويقدم الكتاب في أعراض الحب وصفاته المحمودة والمذمومة اثنا عشر بابا، وإن كان الحب عرضا والعرض لا يحتمل الأعراض، وصفة والصفة لا توصف منها: باب الصديق المساعد، باب الوصل، باب طي السر، باب الكشف والإذاعة، باب الطاعة، باب المخالفة، ثم باب من أحب صفة لم يحب بعدها غيرها مما يخالفها، ثم باب القنوع، ثم باب الوفاء، ثم باب الضنى، ثم باب الموت.
أما الآفات الداخلة على الحب فقد جاءت عبر 6 أبواب وهي باب العاذل، ثم باب الرقيب، ثم باب الواشي، ثم باب الهجر، ثم باب البين، ثم باب السلو، ومن هذه الأبواب الستة بابان لكل منهمما ضد من الأبواب المتقدمة، وهما باب العاذل: وضده باب الصديق المساعد؛ باب الهجر وضده، باب الوصل ومنها أربعة أبواب لا ضد لها من معاني الحب، وهي باب الرقيب، وباب الواشي، ولا ضد لهما إلا ارتفاعهما. وحقيقة الضد إذا وقع ارتفع الأول، وإن كان المكتكلون قد اختلفو في ذلك.
الكلام في ما هية الحب كما عرفه الإمام ابن حزم الأندلسي
الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. وليس بمنكر فى الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل. وقد أحب من الخلفاء المهديين والأئمة الراشدين كثير منهم بأندلسنا عبد الرحمن بن معاوية لدعجاء، والحكم بن هشام، وعبد الرحمن بن الحكم وشغفه بطروب أم عبد الله أبنه أشهر من الشمس، ومحمد بن عبد الرحمن وأمره مع غزلان أم بنيه عمان والقاسم والمطرف معلوم، والحكم المستنصر وأفتتانه يصبح أم هاشم المؤيد بالله رضى الله عنه وعن جميعهم وامتناعه عن التعرض للولد من غيرها. ومثل هذا كثير. ولولا أن حقوقهم على المسلمين واجبة. وإنما يجب أن تذكر من أخبارهم ما فيه الحزم وإحياء الدين، وإنما هو شيء كانوا ينفردون به في قصورهم مع عيالهم فلا ينبغى الإخبار عنهم - لأوردت من أخبارهم في هذا الشأن غير قليل.
وأما كبار رجالهم ودعائم دولتهم فأكثر من أن يحصوا، وأحدث ذلك ما شاهدناه بالأمس من كلف المظفر بن عبد الملك بن أبي عامر بواحد، بنت رجل من الجبائين حتى حمله حُبها أن يتزوجها، وهي التي خلف عليها بعد فناء العامر بن الوزير عبد الله مسلمة، ثم تزوجها بعد قتله رجل من رؤساء البربر.