"إنجاب وسط الدمار".. ما مصير الفلسطينيات الحوامل؟
قالت دراسة صادرة عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الإسكوا” إنه يوجد حاليًا حوالي 50 الف امراة حامل في غزة، ومن المتوقع أن تلد 5522 امرأة منهن في نوفمبر 2023 "، ويذكر هذا العدد بعام 2014، حينما لم تتمكن أكثر من 45،000 امرأة حامل من الحصول على خدمات الصحة الإنجابية الأساسية، وتمت 5،000 عملية ولادة تقرييًا في ظروف محفوفة بالمخاطر.
وتابعت الدراسة التي حصلت “الدستور” على نسخة منها، أنه في عام 2016 بلغ معدل وفيات الأمهات في غزة 15.5 وفاة لكل 100،000 ولادة، ثم ارتفع إلى 17 وفاة لكل 100،000 ولادة في عام 2019 ونتيجة للضرر الجسيم الذي تعود به الحرب الحالية على البنية التحتية للخدمات الصحية، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى انه من بين 35 مستشفى في القطاع، أصبحت 12 مستشفى غير صالحة.
وأصبحت خدمات الرعاية قبل الولادة وبعدها معدومة نتيجة لشدة الدمار والتشريد وإنهاك المستشفيات وافتقارها إلى الموارد، ولذلك، تفتقر عمليات الولادة في غزة إلى شروط السلامة والصحة، ولا تستطيع النساء الحصول على الأدوية اللازمة، ويمكن أن يؤدي إجهاد المرأة الحامل الناجم عن القصف المزمن والعنف والنزوح إلى الإجهاض اللاإرادي، أو إلى مشاكل صحية قصيرة وطويلة الأجل لدى الأمهات والأطفال.
وخلال عمليات التصعيد السابقة في القطاع المحاصر، كانت صحة الأم والطفل معرضة للكثير من المخاطر، وكانت لذلك آثار جسيمة عليهم. ففي أعقاب التصعيد العسكري في مايو 2021، تعرضت حوالي 2500 امرأة حامل، من أصل 16500 امرأة حامل، لمضاعفات صحية حيث اضطرت العديد منهن إلى الخضوع لعمليات قيصرية طارئة، وفي عام 2014، شهد جناح الولادة في مستشفى الشفاء وهو المستشفى الأكبر في غزة، عددًا متزايدًا من حالات الإجهاض اللإرادي، والولادات المبكرة ووفيات الأطفال.
وتضاعف معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء من 7 إلى 14% بسبب النزاع عام 2014، كما كانت القدرة على الحصول على خدمات رعاية التوليد محدودة، بعد إغلاق المرافق الصحية التي تقدم هذه الخدمات. وفي الفترة 2008-2009، سجل ارتفاع كبير في حالات الإجهاض اللإرادي في المستشفيات الرئيسية الأربعة في غزة وفي معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الشفاء.