أستاذ بـ"علوم البحار" يكشف تأثير التغيرات المناخية على هجرة الأسماك
أكد الدكتور عبدالحكيم السعيد الجمل، أستاذ تفريخ الأسماك بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، أن العواصف الشمسية تأثيرها يمتد إلى البوصلة المغناطيسية للأسماك، والتي تؤثر سلبا على هجرتها من أجل التكاثر أو التغذية، موضحا أن العواصف الشمسية ظاهرة فيزيائية طبيعية تحدث بشكل متكرر لكنها تزداد شراسة وتأثيرا سلبيا على وقع تصاعد ظاهرة التغير المناخي العالمي.
وأشار "الجمل"، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، إلى أن هذا التأثير السلبي على البوصلة المغناطيسية للأسماك يتسبب في أن الزريعة الناتجة من تفريخ الأسماك، خاصة زريعة أسماك البوري والطوبار، ربما تضل أثناء الوصول إلى أماكنها الطبيعية "موطن الآباء"، بالإضافة إلى نفوق الزريعة نتيجة درجة الحرارة غير الملائمة.
مفهوم هجرة الأسماك
وعن مفهوم هجرة الأسماك أوضح الأستاذ بمعهد علوم البحار أن هجرة الأسماك عبارة عن تحركات جماعية للانتقال من بيئة إلى أخرى بحثا عن ظروف بيئية تحتاجها في مرحلة معينة من مراحل حياتها، وتنقسم إلى هجرة الأسماك من المكان التي تعيش فيه إلى مكان آخر يكون أخصب من المكان الأول.
وأضاف أن الهجرة قد تكون كذلك للتكاثر، حيث تهاجر الأسماك من المكان التي تعيش فيه إلى أماكن آمنة أخرى، تكون ظروفها الطبيعية والكيميائية والبيولوجية مناسبة لوضع وفقس البيض ونمو اليرقات وتوفير الحماية له من الأعداء.
من جانبها، أوصت الدكتورة سمر عبدالحكيم، مدرس أمراض الأسماك بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، بالتوسع في إنشاء المفرخات السمكية على الشواطئ القريبة من ساحل البحر المتوسط وكذلك البحر الأحمر، بسبب فقر الموطن الأصلي للزريعة نتيجة التغيرات المناخية والتي تؤثر سلبا في الحصول عليها.
إنشاء مفرخات الأسماك البحرية
وأكدت أهمية تشجيع القطاع الخاص على إنشاء مفرخات الأسماك البحرية وإمداده بالقروض بفوائد ميسرة، وتشغيل شباب الخريجين، وتنظيم دورات تدريبية لأصحاب المفارخ السمكية.
ولفتت إلى أهمية الاعتماد على النظم الجديدة في الاستزراع، ومنها التكاملي باعتباره اقتصاديا وملائما للبيئة، والذي تقوم فكرته على إعادة استخدام مياه الاستزراع في تربية النباتات، مما يساعد على إنتاج مواد غذائية متنوعة بكمية ضئيلة من المياه، ويقلل من انبعاث الغازات للبيئة.