اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى 5 من قديسيها
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم الخميس بتذكار القدّيسين الشهداء أكنذينوس وبيغاسيوس وأفتونيوس وإلبيذفورس وأنمبيستوس، و استشهد هؤلاء القديسون في بلاد فارس في عهد الملك ثابور بين سنة 339 و379.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن كان قايين وهابيل يكرّمان الله من خلال الطقس نفسه، ظاهريًّا. لكنّهما كانا يقدّمان تقدماتهما بطريقتين مختلفتين تمامًا. تقدمات الأخ البكر لم تكن تحمل سوى مظاهر الهبة. أمّا تقدمات الأخ الأصغر، فقد كانت على العكس تشهد على عبادته وتقواه. من هنا، ولدت مشاعر الغيرة... وقُتِل هابيل .
أجد في هابيل صورةً للرّب يسوع المسيح. إنّ المخلّص بالطبع، هو البارّ بامتياز... لكن بين كلّ أشخاص العهد القديم، فإنّ أمير الأبرار هو هابيل... بالإضافة إلى ذلك، وضع المخلّص بنفسه هابيل على رأس سلالة الأبرار عندما قال لليهود: "وَلهذا قالَتْ حِكمَةُ الله: أُرسِلُ إلَيهِم أنبِياءَ وَرُسُلاً، فَيَقتُلونَ مِنهُم وَيَضطَهِدون، لِكَي يُطلَبَ مِنْ هذا الجيلِ دَمُ جَمِيعِ الأنبِياء، الذي سُفِكَ مُنذُ إنشاءِ العالَم، مِنْ دَمِ هابيلَ إلى دَمِ زَكَرِيَّا، الذي قُتِلَ بَينَ المَذبَحِ وَالهَيكَل".
إنّه لأمرٌ يثير الإعجاب: فلكونه كان أوّل مَن كافح من أجل العدالة، كان لهابيل شرف أن يكون أوّل مَن تألّم من أجل التقوى. هو حقًّا تصوير مُسبقٌ للرّب يسوع المسيح، الذي سيق إلى الموت من أجل الحقيقة. دم هابيل أعلن عن دم الرّب يسوع المسيح: كان ينادي من الأرض ؛ دم الربّ كان يصرخ بدوره. لكنّ دم هابيل كان توسّلاً، أمّا دم الرّب يسوع المسيح هو مصالحة العالم... لذلك، عندما ذكر كاتب الرّسالة إلى العبرانيين دم الرّب يسوع المسيح ودم هابيل، اعترف بتفوّق دم الرّب يسوع؛ إذ قد كتب: "أَمَّا أَنتُم فقَدِ اقتَرَبتُم مِن جَبَلِ صِهْيون، ومَدينةِ اللهِ الحَيّ، أُورَشَليمَ السَّماوِيَّة، ومِن رِبْواتِ المَلائِكَةِ في حَفْلَةِ عيد، مِن جَماعَةِ الأَبْكارِ المَكْتوبَةِ أَسْماؤُهم في السَّمَوات، مِن إِلهٍ دَيَّانٍ لِلخَلْقِ أَجمَعين، ومِن أَرْواحِ الأَبْرارِ الَّذينَ بَلَغوا الكَمال، مِن يسوعَ وَسيطِ عَهْدٍ جَديد، مِن دَمٍ يُرَشّ، كلامُه أبَلغُ مِن كَلامِ دَمِ هابيل" ... نعم، إنّ هذا الدم يتكلّم، هو يتضرّع للخاطئين ويتشفّع للعالم. إنّ دم الرّب يسوع المسيح، هو حقًّا تطهير للعالم؛ إنّه فداء البشر.