سيناء ترفع الستار عن كنزها الخفى.. خام المنجنيز يضىء سماءها
في أرجاء هذه الجزيرة الساحرة التي تطل على البحر الأحمر بعيونها اللامعة، تتألق كنوز مصر وثرواتها الطبيعية الخفية، إنها سيناء، الواحة الساحرة التي تزخر بتاريخ غني وثقافة عميقة، تحتفظ بكنوزها الخفية تحت رمالها الذهبية وفي سمائها الصافية، إن العالم الطبيعي والجغرافي لسيناء يمنحها موقعًا استثنائيًا يجعلها مكانًا مثاليًا لاحتضان ثروات معدنية قيمة، ومن بين هذه الثروات الخفية يبرز خام المنجنيز بلمعته وأهميته الاقتصادية.
خام المنجنيز يضىء سماء سيناء
ومنذ القدم، كانت المعادن والخامات التعدينية تحمل مكانة خاصة في قلوب البشر، فهي ليست مجرد عناصر تتجلى في أعماق الأرض، بل هي كنوز تروى بها الأوطان وتزخر بها الأمم، إنها الثروات الطبيعية التي تعزز التقدم والازدهار.
له لون رمادى فضى لامع
المنجنيز، عنصر كيميائي نبيل، يُعتبر معدنًا صلبًا وله لون رمادي فضي لامع، وهو معدن يتميز بخواص فيرومغناطيسية فريدة، ويتمتع المنجنيز بأيونات تمنحه ألوانًا مميزة تجعله مثيرًا للاهتمام في عالم العناصر، كما أن لهذا المعدن الفريد تاريخ طويل من الاكتشاف والاستخدامات المتعددة في مختلف صناعات العالم.
استخدامات المنجنيز
يُستخدم المنجنيز في صناعات متنوعة، مثل تصنيع ريش المحركات البحرية وريش التربينات البخارية، كما يُستخدم في تصنيع الدوائر الإلكترونية والأدوات المعدنية المستخدمة في المطابخ، فضلًا عن صناعة المسامير والعملات المعدنية وأدوات الحلاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم المنجنيز في صناعة مصابيح الفلورسنت، ويشكل جزءًا من مكونات الأسمدة الزراعية وبعض الأغذية الحيوانية، ولا يقتصر دوره على هذه الصناعات فقط، بل يمتد إلى صناعة السبائك التي تحتوي على الألومنيوم والأحواض المعدنية وورق القصدير.
كما تُستخدم مركبات المنجنيز في مجموعة متنوعة من الصناعات، على سبيل المثال، يُستخدم ثاني أكسيد المنجنيز كعامل مجفف أو كعامل محفز في صناعة الأصباغ والورنيش، ويُستخدم كمزيل للألوان في صناعة الزجاج ويكون جزءًا من تركيب البطاريات الجافة.
تاريخيًا:
تم اكتشاف المنجنيز في العام 1774 على يد العالم السويدي Scheele، وفي نفس العام، قام زميله Johann Gahn بعزل العنصر، كلمة "منجنيز" تأتي من اللغة اللاتينية وتعني "ممغنط"، وذلك لأن المنجنيز عندما يتحد مع الألومنيوم أو النحاس أو الأنتيمون في تكوين السبائك، فإن هذه السبائك تظهر خصائص ممغنطة.
أماكن تواجد المنجنيز فى مصر
تتواجد خامات المنجنيز في مناطق مثل جنوب سيناء والصحراء الشرقية، وتوجد تراكمات بسيطة في الصحراء الغربية، تحمل سيناء بفخر عنوان "كنز مصر" حينما يتلالأ خام المنجنيز في سمائها.
منطقة أم بجمة
كما تتواجد خامات المنجنيز في جنوب سيناء بمنطقة أم بجمة، وتظهر على هيئة عدسات مصاحبة لصخور الحجر الجيري الدولوميتي في العصر الكربوني الأوسط، وتمتلك هذه المنطقة احتياطيًا يبلغ حوالي 3 ملايين طن، وتُستغل حاليًا بواسطة شركة سيناء للمنجنيز المملوكة للدولة بالكامل والتى حلت محل شركة سيناء البريطانية منذ أكثر من 66 عامًا.
شرم الشيخ جنوب سيناء
كما تتواجد رواسب لخام المنجنيز في منطقة شرم الشيخ جنوب سيناء، مصاحبة للحديد في صخور كتجلو ميرات من العصر الكريتاسي، وتبلغ نسبة المنجنيز في هذه المنطقة حوالي 45%، وتعتبر هذه المنطقة ذات احتياطي بحوالي 30 ألف طن، حسب المعلومات الموثقة من هيئة الثروة المعدنية.
مناطق عش الملاحة ووادى معاليك
وفي الصحراء الشرقية، تتواجد خامات المنجنيز في مناطق مثل عش الملاحة ووادي معاليك، وتتواجد الخامات في هذه المناطق على شكل عروق مصاحبة لصخور القاعدة وصخور الحجر الرملي النوبي، وتصل نسبة ثاني أكسيد المنجنيز في هذه المنطقة إلى ما بين 94.5% و143.58%.
تواجد المنجنيز في هذه المناطق يشير إلى أهمية مصر كواحدة من المناطق الرئيسية في الشرق الأوسط التي تحتوي على هذا المعدن الاستراتيجي، وبفضل تلك الثروات الخفية، تعزز مصر مكانتها كوجهة استثمارية مهمة وتمهد الطريق لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والازدهار المستقبلي.