"تل أبيب.. الإسكندرية".. رواية تفضح ألاعيب الكيان الصهيونى
عن دار العين للنشر والتوزيع صدرت رواية "تل أبيب.. الإسكندرية" للروائي المصري عماد مدين.
الرواية جاءت في 242 صفحة من القطع المتوسط وتدور ما بين القاهرة وتل أبيب حول الشخصية الرئيسية "روبير داسا" وهو مواطن مصري الجنسية يهودي الديانة، شهد مولد دولة الكيان الصهيوني وجمعته علاقة حب بفريدة ابنة الإسكندرية.
يكشف عماد مدين في روايته الكثير من الخبايا حول علاقة الكيان الصهيوني بالعرب، وكيف أن المعارك التي تدار بدءًا من حرب 48 و67، و73، وغيرها إنما هي وسائل لطلب المدد والعون من الغرب المتأثر بهذه الدويلة فيمنحها كل الإمداد اللازم عبر ضخ أنابيب مليئة بالدولارات لمساندتها في حربها مع العرب.
وربما كان من حسن حظ الكاتب أن تصدر الرواية في تلك الفترة بالذات والتي شهدنا فيها كيف أن الغرب يمنح أذنه لرؤية واحدة مفادها أن الضحية هي إسرائيل وليس الجاني، وكيف يمولون القنوات والبرامج وغيرها ليعرف المواطن الأوروبي أن فلسطين ما هي إلا دولة غازية وناهبة لحق دولة الكيان الصهيوني المحتل في حق العيش، ومن هنا يبدو المشهد وكأن الجميع غطوا أعينهم بعصابة قوية فلا يرون المشهد إلا من خلال القنوات الموالية للاحتلال الصهيوني، وباتت الرؤية من طرف واحد وانقلبت الآية تمامًا..
يقول عماد مدين في روايته "تل أبيب.. الإسكندرية":" لم يترك بن جوريون الفرصة للدهشة أن تتملك شاريت، معقبا بأن إسرائيل يجب أن تكون دائما مصدر فزع للعرب، وفي الوقت نفسه تصنع من العرب مصدر قلق للغرب لضمان بقاء إسرائيل..
-ولكن كيف تضمن أن يستمر هذا الحال؟
ضم قبضته في قوة وارتسمت على وجهه علامات الغضب:
-سأجعله يستمر، لو أنني أقدر على أن أدفع الأموال لقادة العرب ليبدؤوا الحرب ضدنا لفعلت.
ومن هنا تكشف الرواية وجها رأيناه جميعا في يوم السابع من أكتوبر الجاري، حين انطلقت مدافع حماس ولمدة ست ساعات تدك مواطن الإسرائيليين، وبعدها راح القصف يدوي في غزة بشكل جنوني وحتى اليوم، وانقطعت الاتصالات وحاول الإسرائيليون اجتياح غزة بريا، وأنباء متفرقة تجري هنا وهناك وغيرها.
وتبدأ الرواية من عام 1977، منذ زيارة الرئيس محمد أنور السادات للكنيست الإسرائيلي وهي الزيارة التي تسببت في توقيع معاهدة كامب ديفيد الشهيرة، ويرجع عماد مدين في الزمن فيتقدم ويتأخر بتقنيات "الفلاش باك" و"الفلاش فورورد" عبر شخصية روبير داسا الذي نجح الموساد في تجنيده ليكون جاسوسا كل مهمته أن يضرم النار في بعض المنشآت الحيوية مثل بوسطة بريد القاهرة وبعض الأماكن الأخرى، وتم القبض على الشبكة كلها لينقلب الرأي العام الإسرائيلي على إسرائيل بعد المحاكمة التي أجريت لأفرادها، ويفاجأ الجميع في تل أبيب أن العملية تمت بدون معرفة وزير الدفاع الإسرائيلي ولا رئيس الوزراء، ومن هنا تبدأ سلسلة من التحقيقات ليكتشف الجميع أن وراء الأمر يد بن جوريون قبل أن يتولى رئاسة الوزارة في الكيان الصهيوني..
ويكشف مدين في روايته الكثير مستعينا بمراجع كثيرة أوردها في نهاية الرواية ومنها قصة حياتي لموشيه ديان، والحقد لجولدا مائير، وكتب هيكل وجمال عبد الناصر وسعد الدين الشاذلي وغيرها، لجميع كل الخيوط التي تدعمه في مسيرة الرواية، وينتقل بنا عبر الزمن ليكشف النقاب عن الكثير من الحوادث التي حفلت بها جوانب الرواية، ومنها حادث المنشية الذي كان يحاول الإخوان فيه اغتيال عبد الناصر، ويجتمع روبير داسا مع إبراهيم الذي حاول اغتيال الرئيس ليبرز رؤية مفادها أن الاثنين تعرضا للخديعة، أحدهما تعرض للخديعة من قبل أشخاص أوهموه باسم الدين، والآخر تعرض للخديعة من قبل أشخاص أوهموه باسم الوطن، وسجن كلاهما وندم على اكتشاف أنه في الأساس ليس جانا وإنما ضحية، وضحية كبيرة.
ويعرج المؤلف على قصة حب روبير داسا لفريدة ابنة الإسكندرية والتي اكتشفت أن روبير ما هو إلا جاسوس إسرائيلي ليفرق بينهما السجن وقبل أن يقضي روبير عقوبته بالكامل يغادر إلى إسرائيل بعد صفقة تبادل أسرى، ويتم منحه رتبة عسكرية في الكيان الصهيوني لإجباره على الصمت فيما يخص قضيته، ويحارب “داسا”مع أبناء الكيان في أكتوبر 73 لتكون الهزيمة من نصيبه، بعدها بأعوام يرجع إلى فريدة ويبحث عن حبه الضائع، ويعرف أنها بصدد إنتاج فيلم سينمائي وتطلق عليه اسم "تل أبيب.. الإسكندرية".
موعد الحرب
الرواية تكشف عن الكثير مثل موعد حرب أكتوبر وكيف عرف الكيان الصهيوني موعد الحرب لكن ذلك لم يمنع من سحقه وهزيمته أمام جند مصر، وكيف تتعامل دولة الكيان الصهيوني، وكيف تبرر باسم الوجود الكثير من الأفعال في سبيل الحصول على الدعم والتمويل وإبراز أنها دائما مظلومة وأنها مفعول بها، تماما كما اعتاد اليهود عبر التاريخ تزييف الحقائق والصاق الأمور بالأبرياء.