منازل الفنانين.. مساحات إبداعية واستوديوهات فنية لرسامين مشهورين
يمكن أن تصبح البيئة المحيطة بالفنان متشابكة مع عمله وإرثه الفني، حيث يرتبط الفنان كلود مونيه ببلدة جيفرني بفرنسا، فيما ترتبط الفنانة فريدا كاهلو بكويواكان بالمكسيك.
النظر إلى هؤلاء الفنانين من خلال عدسة البيئة المحيطة بهم يمكن أن يؤدي إلى رؤى جديدة حول تقنياتهم وأعمالهم ومعتقداتهم الفنية، وفي السطور التالية، يلقى موقع "thecollector" نظرة إلى منازل والاستوديوهات الفنية للرسامين الأكثر تأثيرًا في التاريخ.
منزل الفنانة جورجيا أوكيف
ألهمت أرض الصحراء المحيطة لوحات الفنانة جورجيا أوكيف بشكل كبير في حياتها، خاصة في بلدتها في أبيكيو، ومنزلها ذو الجدران والممرات الملساء المصنوعة من الطوب اللبن، حتى تسمح للأبواب والنوافذ المفتوحة بدخول الضوء الطبيعي ما يخلق أشكالًا وخطوطًا ونغمات مختلفة في منزل الفنانة.
أما الاستوديو الفني للفنانة جورجيا أوكيف، فكانت تطل نوافذه الواسعة على المناظر الطبيعية المترامية الأطراف في نيو مكسيكو، وكان هذا المشهد هو الذي أسر أوكيف لأول مرة وأصبح في النهاية منزلها لما تبقى من حياتها ومسيرتها المهنية، ولقد منحها ارتباطها بالأرض إحساسًا متجددًا بالاستقلال، كما منحها القدرة على خلق مساحة خاصة بها بشكل مميز.
منزل الفنان جاكسون بولوك
اختار الفنان جاكسون بولوك، الذي كان يعاني من الاكتئاب وإدمان الكحول، العيش في الريف بعيدًا عن المدينة ومتطلباتها الكثيرة، فكانت الأراضي المحيطة بمنزله مليئة بالمراعي والمستنقعات مع مجموعة متنوعة من الحيوانات البرية والزهور.
ولقد اختار منزلًا كان مملوكًا لصياد السمك وقام بتحويل المنزل والحظيرة إلى الاستوديو الفني الخاص به، لم يقدم الريف المزيد من الحرية في مخيلة الفنان فحسب، بل قدم أيضًا القدرة للفنان على توسيع طموحاته الإبداعية.
وألهمت الحظيرة المحيطة بالمنزل الفنان بملء مساحة بالإمدادات المختلفة التي استخدمها، حيث توجد علب طلاء وفرش سميكة وأقمشة ولوازم أخرى كما هو موضح في الصورة أعلاه.
وكانت دهانات المنزل التي استخدمها الفنان شديدة السيولة وتتناثر على الأرض تحته، وحتى اليوم، لا تزال بقع الطلاء موجودة على الأرضيات الصلبة، ويستخدم "بولوك" مواد غير تقليدية في لوحاته مثل العصي أو الفرش القديم أو أدوات معينة للطلاء، كما أنه يستخدم بعض الصخور أو الزجاج أو الخيوط أو الرمل أثناء الرسم.
منزل الفنانة فريدا كاهلو
كانت غرفة نوم فريدا المكان الذي قضت فيه أجزاء كبيرة من حياتها، حينما أصيبت بشلل الأطفال عندما كانت طفلة، عانت من إصابات متعددة عندما أصيبت بعدها في حادث حافلة عندما كانت شابة.
فقدم لها والد فريدة ووالدتها لوازم فنية وحاملًا خاصًا لاستخدامه في التلوين وهي جالسة على السرير، وهو المكان الذي درست فيه ومارست فنها، وكانت هناك مرآة فوق سريرها تستخدمها لرسم صورها الذاتية.
وفي نهاية حياتها، عادت مرة أخرى إلى سريرها، حينما داهمها المرض، فدفعت أوقات العزلة هذه كاهلو إلى رسم صور للأشياء التي تحيط بها، فتشمل لوحاتها سريرها، وعائلتها والأشياء الموجودة في غرفة نومها وبالطبع نفسها.
وقامت فريدا وزوجها الفنان دييجو ريفيرا بجمع القطع الأثرية والفنون الشعبية في المكسيك، وتشمل هذه التماثيل الصغيرة، والألعاب، وبعض التماثيل الطينية، وغيرها، ووضعها داخل المنزل حيث كان هذا شغفهما بتأسيس منزلهما على طراز فن وثقافة السكان الأصليين، وعملت هذه الأشياء المكسيكية التراثية على وجود اتصال بين فريدا والعالم الخارجي في لوحاتها الفنية.