الباحث محمد فوزى: إسرائيل تريد عزل قطاع غزة بقطع الاتصالات والإنترنت
قال محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن التصعيد الإسرائيلي الراهن هو طبعا الأول من نوعه منذ بداية التصعيد على مستوى العنف، الذي تنتهجه القوات الإسرائيلية في التعامل مع قطاع غزة فقد ارتكزت إسرائيل في تحركها لأكثر من مستوى سواء عن قطع منظومة الاتصال في قطاع غزة، وهو هدفه عزل القطاع عن العالم واخفاء المعلومات التي تصدر عن الجرائم الاسرائيليه التي تتم في القطاع في اللحظه الراهنه.
وأضاف “فوزي”، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه وفقا للمعلومات الشحيحة المتاحة، أنه القصف الإسرائيلي يركز على كل مناطق القطاع في اللحظة الراهنة وليس فقط قصف جوي لأن هناك التحرك للدبابات الإسرائيلية وقصف مدفعي، بالإضافة لقصف يحدث من الناحية البحرية لقطاع غزة، لكن الواضح أنه التركيز الإسرائيلي في العمليات منصب على مناطق الشمال والوسط أو الـ 20 كيلو الأولى من قطاع غزة، سواء في بيت حانون أو بيت لاهيا أو مخيم جباليا وصولا إلى وادي غزة أو دير البلح في وسط القطاع.
وأشار “فوزي” إلى أن الهدف الواضح أنه العمليات بشكل عام تعكس أنها مقدمة لعملية برية واسعة ستقوم بها إسرائيل في الساعات المقبلة، وهو يؤكد على عدم رضوخ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لمساعي التهدئة ووقف التصعيد والمبادرات، التي طرحت في هذا الإطار سواء المرتبطة بتهدئة في مقابل موضوع المحتجزين أو أي مبادرات ثانية صدرت من بعض الأطراف الغربية، حتى الولايات المتحدة نفسها كانت تضغط في الأيام الماضية على إسرائيل أو إلغاء العملية البرية، لكن واضح أن الجهود لم تنجح، حيث إن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو مصممة على تنفيذ عملية برية انتقامية بدأت معالمها في الساعات الماضية.
وأوضح أن تلك العملية تمثل تهديد للحكومة الإسرائيلية نفسها، خصوصا في ضوء العمليات ممكن ترد بيها الفصائل الفلسطينية على تصعيد الإسرائيلي بها أو تصعيد ممكن يحصل في الضفة والداخل الإسرائيلي المحتل أو حتى على مستوى تصعيد من قبل بعض الأطراف الإقليمية الأخرى خلال الساعات القادمة، مشيرا إلى أن التصعيد كان بدأ منذ أيام ولم يقتصر على الجبهة اللبنانية وإنما امتد للجبهة السورية والعراق واليمن، معتقدا أن المخاطرة الكبيرة التي تخوضها الحكومة الإسرائيلية حاليا أولا تعقد الأزمة، وتأتي في إطار مساعي الحكومة الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الضغط على الفلسطينيين لكي يحصل تهجير قصري سواء لسكان قطاع غزة أو في الضفة الغربية.
وتابع: "هناك بعض وسائل الإعلام رصدت منشورات بتوزع حاليا على السكان في الضفة الغربية، تدعوهم الهجرة القسريه للأردن وتحذرهم من أنه في نكبة ثانية بدأت تحصل وهو ما يعاكس حجم التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق، الذي حصل اليوم وللأسف التحركات الإسرائيلية ليس فقط تهدد بتصفية القضية الفلسطينية وتعقيد الأزمة الحالية وإنما تهدد السلم والأمن في الإقليم في ضوء ما يترتب عليها".