أنا حر.. مَن هو كازنتزاكيس الذي رفضت الكنيسة دفنه في مقبرتها؟
تحل اليوم الذكرى 66 لرحيل الكاتب اليوناني الشهير نيكوس كازنتزاكيس، الذي غيّبه الموت في مثل هذا اليوم من العام 1957، وهو أحد أيقونات الكتابة في العالم.
“الدستور” ترصد في السطور التالية أبرز أعمال صاحب رواية المسيح يصلب من جديد:
زوربا اليوناني واحدة من أبرز روايات كازنتزاكيس والتي تدور أحداثها عن قصة رجل مثقف اسمه باسيل غارق في الكتب يلتقي مصادفة برجل أمُيّ مدرسته الوحيدة هى الحياة وتجاربه فيها وسرعان ما تنشأ صداقة بين الرجلين ويتعلم فيها المنقف باسيل الذي ورث مالًا من أبيه الكثير من زوربا عن الحياة وحبها وفن التأقلم معها.
يلفت المترجم صبحي سلامة عبر مقدمته لترجمة رواية زوربا اليوناني إلى أن "زوربا هى شخصية حقيقية قابلها نيكوس في إحدى أسفاره، وأعجب به إعجابًا شديدًا، فكتب رواية باسمه واللافت للنظر في هذه الرواية هو قدرة الكاتب على وصف شخصية زوربا بشكل مطوّل ومُفصل وعميق، حتى أنك تشعر لوهلة أن زوربا هو الشخص الأعظم في هذا الكون والمميز في زوربا هو أنه يُحب.
المسيح يصلب من جديد
رواية المسيح يصلب من جديد كما يصفها المترجم الراحل شوقي جلال عبر مقدمته للترجمة هى رواية من نوع القصص السكولوجية الاجتماعية، وهي عمل فني فذ سطرها قلم راسخ متمكن، فيها رقة فنية، وقوة حيوية نشطة ولمسة شعرية في صوغها وتصويرها المرهف لآلام المسيح، وهي صورة ملحمية لصراع الانسان على طول التاريخ من أجل حياة أسمى.
ويرى شوقي جلال أنها أمل إنساني قوي عارم يعتمل في صدر كل انسان، لكن.. وهنا تتجلى مسحة التشاؤم إذ يختمها كازنتزاكيس بقوله "لا جدوى يا يسوع " فيصير الأمل سرابا كانما نقبض الريح.
ولفت جلال إلى أنه "لايترك الإنسان يتردي في وهدة اليأس المطبق الأسود القاتل، بل ثمة أمل عى البعد، قد يكون عسيرا بعيد المنال ولكنه قائم على أية حال، وعلى الاسان أن يسعى أو على قوى الخير أن تتضافر ابتغاء هزيمة قوى الشر المتمكنة. فلا خلاص بغير تضال.
"رحلة إلى مصر.. الوادي وسيناء"
يعد بمثابة حصاد رحلة طويلة قام بها كزانتزاك، مبعوثا كمراسل صحفي لإحدى الصحف اليونانية عام 1927، إلى مجموعة من بلاد المشرق: تركيا، سوريا، فلسطين، قبرص، مصر وسيناء. وجمع كازنتزاكيس حصاد رحلته في كتب.
"رحلة إلى مصر" تجوال شيق ممتع، تمتزج في الثقافة بالتاريخ، والأسطورة بالروى، والواقع بالشعر، والخبرة بالحلم. كل ذلك في استبصار مرهف بمستقبل المنطقة ودراماها الكبيرة.
سيرة كازنتزاكيس
أما عن نيكوس كازانتزاكيس فهو المولود عام ١٨٨٣ وتوفي ١٩٥٧ وهو كاتب وفيلسوف يوناني اشتهر بعد ١٩٦٤ حيث أنتج فيلم "زوربا اليوناني" للمخرج مايكل كاكويانيس والمأخوذ عن روايته وتحددت شهرته ۱۹۸۸.
أنتج الراحل فيلم "الإغواء الآخر للمسيح للمخرج مارتن سكورنيزي وهو ما خود عن رواية له عندما ولد في هيراكليون لم تكن كريت قد انضمت بعد إلى الدولة اليونانية الحديثة، وكانت لا تزال تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، ودرس القانون في جامعة أثينا، ثم ذهب إلى باريس في عام ١٩٠٧م لدراسة الفلسفة.
بين ۱۹۲۲ ووفاته في ١٩٥٧ تغرب في باريس وبرلين وإيطاليا وروسيا وإسبانيا ثم في وقت لاحق في قبرص مصر جبل سینا تشيكوسلوفاكيا نيس الصين واليابان أثناء وجوده في برلين - حيث كانت الأوضاع السياسية متفجرة، اكتشف الشيوعية وأصبح معجبًا بفلاديمير لينين وزار الاتحاد السوفييتي وشهد صعود جوزيف ستالين وأصيب بخيبة أمل مع الشيوعية على النمط السوفيتي في ١٩٤٥ أصبح زعيم حزب صغير يساري غير شيوعي ودخل الحكومة اليونانية وزيرًا بدون حقية واستقال من هذا المنصب في العام التالي. في عام ١٩٤٦ رشحته جمعية الكتاب اليونانيين للحصول على جائزة نوبل للآداب في عام ١٩٥٧ خسر الجائزة ألبير كامو بفارق صوت واحد.
دفن على الجدار المحيط بمدينة هيراكليون بالقرب من بوابة خانيا، لأن الكنيسة الأرثوذكسية رفضت دفنه في مقبرتها وكتب على قبره "لا أمل في شيء.. لا أخشى شيء..أنا حر".