الكنيسة المارونية في مصر تحتفل بذكرى مار ديمتريوس الشهيد
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار ديمتريوس الشهيد ويسمى ايضا مار متري، المولود في تسالونيكية في منتصف الجيل الثالث. كان له صديق اسمه نسطر وقد شجعه ديمتريوس على منازلة أحد المصارعين المقربين من الحاكم. قُتل المصارع فغضب الوالي وقتل نسطر ورفيقه ديمتريوس. وذلك حوالي السنة 303. كان على اسم مار متري كنيسة عظيمة في تسالونيك وكان له إكرام كبير في اليونان لما اجترح من العجائب الكثيرة.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أيّها الإخوة الأحبّاء، عندما نعرض عليكم شيئًا مفيدًا لنفوسكم، فلا يحاولَنَّ أحد الاعتذار بقوله: "لا وقت لديّ للقراءة، لذلك لا يمكنني معرفة وصايا الله ولا حفظها"... لِنُقلِع عن الثّرثرة الباطلة وعن المزاح اللاّذع... ولنَرَ إن لم يَعُد لدينا وقت نخصّصه لقراءة الكتاب المقدّس... عندما تطول الليالي، هل يكون هناك أحد قادرًا على النوم كثيرًا لدرجة أنّه لا يقدر أن يقرأ بنفسه الكتاب المقدّس أو يسمع أحدًا غيره يقرأه؟... لأنّ نور النفس وغذاءها الأبديّ ليسا سوى كلمة الله الّتي بدونها لا يستطيع القلب أن يحيا ولا أن يرى.
إنّ العناية بنفسنا تشبه تمامًا العناية بالأرض. كما أنّه في أرض مزروعة نَقلع من جهة ونستأصل من أخرى حتى الجذور لكي نُلقي البذار الصالحة، هكذا علينا أن نعمل في نفسنا: نَستأصل ما هو سيّء ونزرع ما هو جيّد؛ ننزع ما يؤذي ونزرع ما يفيد؛ نَقلع الكبرياء ونزرع التواضع؛ نرمي البخل ونحتفظ بالرحمة؛ نحتقر الدنس ونحبّ العفّة...
في الواقع، أنتم تعرفون كيف نزرع الأرض. أوّلًا ننزع الأشواك ونرمي الحجارة بعيدًا، ثمّ نفلح الأرض ذاتها، ثانيةً وثالثةً، وأخيرًا... نزرع. فليكن الأمر كذلك في نفسنا: لننزع أوّلًا الأشواك، أي الأفكار السيّئة؛ ثمّ لِنرفع الحجارة، أو بالأحرى كلّ خبث وصلابة. وأخيرًا لنفلح قلبنا بمحراث الإنجيل وسكّة الصليب، وَلنَكسِرْهُ بالتوبة، وَلنَفْرِشْهُ بالصَّدَقَة، ولنُهَيِّئْه بالمحبّة لزرع الربّ...، لكي يتمكّن من تلقّي زرع الكلمة الإلهيّة بفرح، ويثمر ليس فقط ثلاثين، بل ستّين ومئة مرّة.
لقد تحوّل البشر الذين حلّ عليهم الرُّوح القدس وسكن فيهم؛ لقد نالوا منه حياة جديدة كما يمكننا رؤية ذلك من خلال أمثلة من العهدين القديم والجديد. فصموئيل، بعد أن وجّه خطابًا طويلاً لشاوُل، قال له: سوف "يَنقَضُّ علَيكَ روحُ الرَّبّ، وتَتَنَبَّأُ أَنتَ معَهم وتَصيرُ رَجُلاً آخَر" . أمّا القدّيس بولس فقال من جهته: "ونَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مِرآة، فنَتَحوَّلُ إِلى تِلكَ الصُّورة، ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد، وهذا مِن فَضْلِ الرَّبِّ الَّذي هو روح" .
أنتم ترون كيف أنّ الرُّح يحوّل إلى صورة أخرى أولئك الذين نراه يسكن فيهم. هو يحوّل بكلّ سهولة من التعلّق بالأمور الأرضيّة إلى النظرة الموجّهة حصريًّا نحو الحقائق السماويّة؛ من الجبانة الخجولة إلى المشاريع البطوليّة. نحن نعتبر أنّ هذا التغيير حصل عند التلاميذ؛ فبعد أن قوّاهم الرُّوح، لم تتمكّن هجمات المضطَهِدين من شلّهم؛ بل على العكس، ارتبطوا بالرّب يسوع المسيح من خلال حبّ لا يُقهر. هذا أمر لا مجال للشكّ فيه. إنّه إذًا حقيقي كلام المخلّص: "إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَذهَب" . لأنّ موعد حلول الرُّوح قد حان.