"لبنان لا يريد الحرب".. دعوات لبنانية لعدم الانجرار لحرب مع إسرائيل
تتصاعد الأصوات الرافضة للحرب في لبنان ضد إسرائيل، إذ شدد وزير الإعلام اللبناني، زياد مقاري، على أن بلاده لا تريد الدخول في صراع مسلح مع إسرائيل، في وقت تتعالى الأصوات على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض الحرب، تحت هاشتاج "لبنان لا يريد الحرب".
وأضاف مقاري في تصريحات صحفية: "بلدنا لا يريد الدخول في صراع مسلح مع إسرائيل"، متهما إسرائيل في محاولتها لدفع لبنان إلى العودة إلى العصر الحجري، وهو التهديد الذي ألقاه رئيس الوزراء في دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
ويتصدر هشتاج لبنان لا يريد الحرب مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان منذ أكثر من أسبوع، في ظل تصاعد الاشتباكات والتصعيد بين حزب الله اللبناني في الجنوب وإسرائيل.
وعلى موقع اكس تويتر سابقا، شدد العديد من المشاركين على دعمهم للقضية الفلسطينية، لكنهم أكدوا أن بلادهم ليست مستعدة لهذه الحرب، في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها لبنان خلال الأعوام الأخيرة، والتي يعني دخول حرب جديدة سيزيد من إنهاك الدولة.
ويتابع اللبنانيون بقلق ما يجرى حاليا، وخوفا من أن تنزلق كرة النار إلى بلدهم التي تعيش أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية منذ عقود. ويكرر اللبنانيون تحت هذا الهشتاج، أن بلادهم في غنى عن حرب قد تزيد من الضغوطات على المواطنين وما تبقى من الاقتصاد.
لبنانيون يعربون عن قلقهم من تصاعد الصدام بين حزب الله وإسرائيل
وأعرب العديد من اللبنانيين عن قلقهم من تصاعد منحنى الصدام بين حزب الله وإسرائيل، في ظل غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد، كما أنهم عاشوا العديد من الحروب في السابق، ويدركون مخاطر هذا الصراع.
إلى جانب ذلك، نبه العديد من المواطنين إلى الدمار والموت الذي تسببت فيه حرب تموز في السابق، والتي لا تزال صورته عالقة في أذهان العديد من اللبنانيين.
وعبر العديد من المشاركين في الهشتاج عن قلقهم تجاه تدهور المقومات الاقتصادية والصحية في البلاد في ظل انهيار مؤسسات الدولة وغياب الإدارة السياسية.
كما علق النائب البرلماني إلياس حنكش، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية، تحت هشتاج لبنان لا يريد الحرب، على موقع أكس قائلا "كل لبنان لا يريد الحرب، لأننا لا نتحمل أي ضربة ولأننا تعلمنا، وكما قال محمود درويش: ستنتهي الحرب ويتصفح القادة وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل، لا أعلم من باع الوطن، ولكنني رأيت من دفع الثمن".
فيما قال جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر إن هناك حاجة إلى حماية لبنان، وتعزيز الوحدة الوطنية، مضيفا: جميع اللبنانيين يتوافقون على عدم الرغبة في الحرب، مشددا على هذا الهشتاج المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي رسالة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هذا الهشتاج، وموجهة إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني، تتحدث احدى السيدات بالقول إنها تريد إرسال أبنائها بأمان إلى المدارس وليس إلى الملاجئ، في رسالة خوف من وقوع الحرب والتصعيد الأخير.
وبررت السيدة عدم رغبة دخول لبنان إلى الحرب بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد والتي تجعل الأسر تعيش على حد الكفاف، حيث إن 80٪ من الشعب يعيش تحت خط الفقر.
وتتأكد الرغبة الرسمية مع الرغبة الشعبية في عدم جر لبنان إلى حرب لا يقوى عليها في الوقت الحالي، إذ يكثف رئيس الوزراء اللقاءات والاتصالات والرسائل للتأكيد أن لبنان لا يريد هذه الحرب.
وخلال الأيام الأخيرة، استقبل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وزير الخارجية الأمريكي، إذ أكد له أن بيروت لا يريد الحرب، وطالب بالضغط لمنع الانتهاكات الاسرائيلية وامتداد النيران إلى داخل الأراضي اللبنانية.