رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة يعقوب الرسول

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة يعقوب الرسول أوّل أساقفة أورشليم، ويعلّم الكثيرون من آباء الكنيسة أن يعقوب هذا هو ابن كلاوبا المدعو ايضًا حلفى، اخي القدّيس يوسف، ومريم زوجة كلاوبا، ابنة عم مريم والدة الاله. وقد لقّب بحكم هذه القربى منذ الأجيال الأولى للنصرانيّة "بأخي الرب" على حسب عادة الكتاب المقدّس. ويعقوب هذا اخو الرسولين سمعان ويهوذا، يدعوه الانجيليّون "يعقوب الصغير"، للتمييز بينه وبين يعقوب بن زبدى اخي يوحنا الإنجيلي. هو أوّل اسقف لأورشليم، وكاتب أولى الرسائل الجامعة ليهود الشتات. 

يذكر القدّيس ايرونيموس، أشهر مفسّري الكتاب المقدس، أن الرسول يعقوب اخا الربّ استشهد سنة 62 في عهد الامبراطور نيرون. وهو نفسه يعقوب بن حلفى الذي عيّدت له الكنيسة في التاسع من هذا الشهر.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كثيرون يردّدون: "لو كنّا نعيش في زمن الرسل وكنّا أهلاً لرؤية الرّب يسوع المسيح مثلهم، لكنّا أصبحنا نحن أيضًا قدّيسين". إنّهم لا يعرفون أنّه هو نفسه اليوم، هو الذي يتكلّم اليوم كما أبدًا في كلّ الكون. يختلف الوضع الحاليّ عن الوضع آنذاك، لكنّ الوضع اليوم هو أكثر فرحًا، إذ يقودنا بسهولة أكثر نحو إيمان وقناعة أعمق من أن نكون قد رأيناه وسمعناه جسديًّا وقتها. 
إذًا، في الواقع، كان الربّ يسوع إنسانًا يبان للذين يفتقدون الذكاء، كأي إنسانٍ متواضع؛ لكنّنا الآن نُبَشَّرُ به إلهًا حقًّا. لقد كان يُخالط العشّارين والخطاة، وكان يأكل معهم؛ لكنّه الآن جالسٌ عن يمين الله الآب كونه غير منفصل عنه بأيّ طريقة. لذلك، كان الناس يزدرونه قائلين: "أَليسَ هذا يسوعَ ابنَ يُوسُف، ونَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه" . لكنّه الآن يُعبَدُ من الملوك والأمراء على أنّه ابن الله الحقّ، وهو الإله الحقّ. لقد نزل إذًا بهيئة إنسانٍ هالكٍ مثل سواه من البشر. لقد اتّخذ جسمًا بشريًّا بدون تغيير، هو الإله غير المرئي والذي لا شكل له. لقد أظهر نفسه إنسانًا بالكامل، بدون أن يكون مختلفًا عن البشر بشيء. لقد أكل وشرب ونام وتنفّس وتعب؛ لقد فعل كلّ ما يفعله البشر، إلاّ الخطيئة. 
إنّه لأمرٌ عظيمٌ أن نعرف ونؤمن أنّ إنسانًا مماثلاً كان الله، خالق السماء والأرض وما تحتويانه. هكذا، من يسمع الربّ يسوع كلّ يوم يبشّر ويعلن مشيئة أبيه القدّوس في الأناجيل المقدّسة، بدون أن يطيع كلامه بمخافة وبدون أن يحفظ وصاياه، فهو لم يقبل بعد بأن يؤمن به.