سبب تأجيل الاجتياح البرى لقطاع غزة.. مفاجآت جديدة تهدد إسرائيل
كشفت عدة تقارير غربية عن سبب تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة، رغم أن إسرائيل هددت بشن غزو بري على غزة في أقرب وقت للرد على عملية "طوفان الأقصى"، ولكن بعد مرور أكثر من أسبوعين على العملية لم تقم قوات الاحتلال الإسرائيلي بالغزو، وقد يعود ذلك لعدة أسباب، لعل أبرزها التخوفات من إقامة الفصائل الفلسطينية فخًا للقوات الإسرائيلية، فضلًا عن التحذيرات الأمريكية للقيادة الإسرائيلية بأن أي غزو بري سيتبعه تصعيد كبير في المنطقة.
سبب تأجيل الاجتياح البرى لقطاع غزة
وحسب مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، فإن سبب تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة هو وجود موجة يائسة من دبلوماسية اللحظة الأخيرة، ففي 20 أكتوبر الجاري أطلقت حركة حماس سراح 2 من الأسرى الأمريكان بعد محادثات توسطت فيها قطر، وبعد ذلك بيوم دعت قمة القاهرة للسلام، التي عقدت في مصر، إلى وقف إطلاق النار، والتي سبقها دخول 20 قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وتستمر المفاوضات حول إطلاق سراح المزيد من الأسرى.
انقسامات داخل حكومة الاحتلال
وتابعت أن الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن نوع الحرب التي يتعين خوضها ضد قطاع غزة سبب تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة، في ظل فقد إسرائيل زخمها الدولي وتزايد المطالب بوقف العدوان على غزة عقب استشهاد أكثر من 1500 طفل في القطاع جراء الغارات الإسرائيلية.
وأضافت أنه في 19 أكتوبر وضع القادة الميدانيون اللمسات الأخيرة على خطط العمليات، واجتمع مجلس الوزراء الحربي في تل أبيب، وبعد سبع ساعات انتهى الاجتماع الذي ترأسه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، دون نتيجة حاسمة، حيث إن العلاقات المتوترة والخلافات بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت تعوق اتخاذ القرار الصحيح.
وأشارت إلى أن نتنياهو لا يرغب في المخاطرة بالغزو البري والاعتماد على الحرب البطيئة الطويلة، بينما يدعم جالانت الحرب القصيرة القاسية.
نتنياهو غير قادر على اتخاذ القرار
ومن بين أسباب تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة أوضحت المجلة أن نتنياهو غير قادر على اتخاذ القرار في ظل تصاعد ضغط الحلفاء عليه لإعادة ضبط خطته في غزة والابتعاد عن هجمات الصدمة والرعب، والعمل على استراتيجية أكثر عمقًا مع الفصائل الفلسطينية لتجنب وقوع المزيد من الضحايا بين صفوف المدنيين في فلسطين.
وأكدت المجلة البريطانية أن كل غارة إسرائيلية تتم على مدار الساعة تتزايد معها الإدانات الدولية من العدوان الغاشم واستهداف أطفال غزة، وهو الأمر الذي أشعل الانقسامات داخل الإدارة الأمريكية، حيث تعالت بعض الأصوات الرافضة الدعم المطلق لإسرائيل.
وتابعت أن أحد كبار المسئولين في إسرائيل قالها صراحة: "نافذتنا الشرعية الدولية محدودة"، وقد يُشير هذا التصريح إلى أن إسرائيل تستخدم في كل حرب أقصى قدر من القوة لإلحاق الضرر بالطرف الآخر وزيادة الأضرار العقابية بغض النظر عن إدانات العالم.
وحسب المجلة البريطانية، فإن سبب تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة أيضا أن إسرائيل تخشى اشتعال الصراع في العالم العربي، ورد فعل قوي من لبنان وسوريا، وهي جبهات تخشى إسرائيل بقوة فتح حرب معها في الوقت الحالي، حيث كان إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل من لبنان بمثابة تذكير بالإمكانات التفجيرية لحزب الله، كما أن توسع رقعة الصراع يهدد باستقرار العلاقة بين إسرائيل والدول العربية، خصوصًا مصر والأردن والإمارات والمغرب، حيث تضررت بالفعل العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر والأردن ووصلت لمراحل غير مسبوقة حسبما كشف الإعلام الإسرائيلي.