الجارديان: نتنياهو "المأزوم" يفقد السيطرة على إسرائيل.. ومطالب باستقالته فورًا
أعرب مسئولون عسكريون وسياسيون ومخابرات إسرائيليون سابقون عن شكوكهم بشأن قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع احتدام الجدل داخل البلاد حول الرد على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية، مطالبين إياه بالاستقالة بعد أن فقد سيطرته على الوضع في إسرائيل، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ووصف رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك، عملية طوفان الأقصى بأنها أقوى ضربة تتلقاها إسرائيل منذ سنوات، قائلًا: "لا أعتقد أن الناس يثقون في قدرة نتنياهو على القيادة عندما يكون تحت وطأة مثل هذا الحدث المدمر الذي حدث للتو خلال فترة ولايته".
وقال رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي إن نتنياهو يجب أن "يستقيل الآن"، بينما وصف مسئول استخباراتي سابق الحكومة بأنها "مختلة وظيفيًا".
قلق متزايد في إسرائيل ومطالب باستقالة نتنياهو
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هذه التدخلات تأتي وسط قلق متزايد في إسرائيل بشأن محاولات الحكومة إطلاق سراح الأسرى الـ200 الذين تحتجزهم حماس في غزة، وقد توسلت بعض عائلات الأسرى إلى الحكومة لحملها على التفاوض قبل غزو غزة البري، في حين قال آخرون إن عملية عسكرية فورية لتدمير قيادات حماس هي وحدها القادرة على توفير الحل، حتى ولو كان هذا يعرض سلامة الرهائن للخطر.
وقال باراك: "إن الأسرى قضية رئيسية، وهي قضية تحظى باهتمام قيادتنا وشعبنا، ولكن في الوقت نفسه هناك حاجة للقضاء على القدرة العسكرية لحماس ودورها كحاكم لقطاع غزة".
ووصف عملية طوفان الأقصى بأنها فشل حكومي إسرائيلي كبير، جعلت الجميع يفقد ثقته في نتنياهو كقائد للحكومة، قائلًا: "من الواضح أن هذا كان إهمالًا وفشلًا على عدة مستويات، لقد كان فشلًا من جانب استخباراتنا في متابعة الاستعدادات التي تمت خلال العام الماضي، وربما لفترة أطول، ليس من السهل أن نقرر على الفور ما حدث بالفعل، لكن من المؤكد أن الجمهور فقد ثقته، سواء في الجيش أو في القيادة السياسية".
وكان نتنياهو، الذي تولى منصبه لأكثر من 16 عامًا، قد أثار بالفعل انتقادات واسعة النطاق من الكثير من الجمهور الإسرائيلي والقيادة العسكرية السابقة وغيرهم من المسئولين السابقين بشأن جهوده لإصلاح القضاء الإسرائيلي قبل الهجوم المدمر الذي وقع في 7 أكتوبر، ولا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضًا متورطًا في محاكمة فساد بمجموعة من التهم بما في ذلك الاحتيال وانتهاك ثقة الجمهور وقبول الرشاوى، وهي تهم ينفيها جميعًا.
واعتذر وزراء الحكومة، بمن فيهم وزير المالية اليميني المتطرف المثير للجدل بتسلئيل سموتريتش، ورؤساء الدفاع بمن فيهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورونين بار، الذي يرأس وكالة المخابرات الداخلية الإسرائيلية، الشين بيت، عن فشل الحكومة الإسرائيلية.
وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرًا أن 80% من الإسرائيليين يريدون أن يتحمل نتنياهو المسئولية عن الإخفاقات التي سمحت بعملية طوفان الأقصى، وفي استطلاع منفصل أُجرى في وقت سابق من هذا الشهر، قال 56% من الإسرائيليين إن نتنياهو يجب أن يستقيل بعد انتهاء الحرب.