رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بتذكار القدّيس العظيم في الشهداء أرتاميوس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار القدّيس العظيم في الشهداء ارتاميوس، وكان القدّيس ارتاميوس من أشراف الإسكندريّة وصديقًا للإمبراطور قسطنطين الكبير. استشهد في عهد يوليانوس الجاحد في مدينة انطاكية سورية. وتعيّد له الكنيسة المارونيّة تحت اسم القدّيس شلّيطا.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها : إنّ العلمانيين الذين تجعلهم دعوتهم النوعية في قلب العالم وعلى زمام مختلف المهام الزمنية المتنوعة، فينبغي أن يباشروا من أجل ذلك صورة خاصة من البشارة الإنجيلية. فمهمتهم الأولى المباشرة لا تقوم على تأسيس البيعة الكنسية وتنميتها – فهذا هو دور خاص بالرعاة - وإنما على تحريك كافة الإمكانات المسيحية والإنجيلية الكامنة الخفية، ولكن القائمة حالياً والنشطة في شؤون هذا العالم. والحقل الخاص بنشاطهم في البشارة، إنما هو العالم الشاسع والمتشعب، عالم السياسة، والاجتماع، والاقتصاد، وأيضاً عالم الثقافة والعلوم والفنون والحياة الدولية، ووسائل التعبير الاجتماعية، فضلاً عن بعض أمور أخرى مفتوحة للبشارة الإنجيلية مثل الحب والأسرة، وتربية الأولاد وصغار الشباب، والعمل المهني والألم... 

فعلى قدر ما يتوفر مزيد من العلمانيين المتشعبين بالإنجيل، والمسؤولين عن مثل هذه الأمور والملتزمين التزاماً ظاهراً فيها، والمتمتعين بالكفاءة على تنميتها، والواعين بضرورة استغلال قدرتهم المسيحية كلها الخفية والمختفية في كثير من الأحوال، على قدر ما تكون تلك الأمور دون فقدان شيء من مفعولها الإنساني، قد أصبحت مُعَدّة لخدمة تشييد ملكوت الله، وبالتالي تشييد الخلاص بالرّب يسوع المسيح، بفضل ما يبدو في تلك الأمور من يعد متسام كثيراً ما يتجاهله الناس.

تطيع أن يتخيّل قبل شهرين أو ثلاثة من حلول الربيع أنّ الطبيعة التي تبدو مَيْتَة، سوف تستعيد روعتها وتنوّعها؟ إنّ الأمر مماثل بالنسبة إلى الربيع الأبدي الذي ينتظره جميع المسيحيّون؛ فهو آتٍ مهما تأخّر. فلننتظره لأنّه "قَليلاً قَليلاً مِنَ الوَقْت فيَأتي الآتي ولا يُبطِئ" لذا، نقول كلّ يوم: "ليأتِ ملكوتك"؛ وهذا يعني: "يا راعيَ إِسْرائيلَ، أَصغِ يا هادِيَ يوسُفَ كالقطيع يا جالِسًا على الكَروبينَ، أَشرِقْ. أَمامَ أَفْرائيمَ وبَنْيامينَ ومَنَسَّى أَيقِظْ جَبَروتَكَ وهَلُمَّ لِخَلاصِنا" إنّ الأرض التي نرى لا ترضينا؛ فهي ليست سوى بداية ووعد بالملكوت. حتّى حين تبدو بأبهى حلّتها، مكسوّة بأنواع الزهور كلّها، وحين تظهر بالطريقة الأروع كلّ ما تخفيه، فهذا لا يكفينا. نحن نعرف أنّها تحتوي على أمور أكثر بكثير ممّا نراه.... ما نراه ما هو إلاّ القشرة الخارجيّة للملكوت الأبديّ. وعلى هذا الملكوت نركّز عيون إيماننا.