المحاريق لـ"الدستور": المبادرات والاتفاقيات السابقة بشأن فلسطين فشلت.. وقمة القاهرة ستمنع الانهيار
تنطلق يوم السبت المقبل، في مصر قمة القاهرة للسلام التي دعا لها الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن القضية الفلسطينية، وسط آمال أن تسفر هذه القمة عن مسار جديد يدعم الشعب الفلسطيني وإقامة دولته، وذلك بعد فشل العديد من المبادرات السابقة في دعم هذا الحق.
وفي هذا السياق، علق الكاتب والباحث السياسي الأردني سامح المحاريق على قمة القاهرة للسلام، والمبادرات العربية السابقة ووضعها من القضية الفلسطينية.
مصير المبادرات السابقة بشأن فلسطين
وأوضح المحاريق، أن اتفاقية أسلو الموقعة عام 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين ولدت ميتة، وعلى أساس افتراض أن المنظومة العربية انتهت إلى غير رجعة بعد حرب الخليج الثانية، وبالتالي سيكون الفلسطينيون معزولين تمامًا، ولا سند وراءهم من الدول العربية، وكانت التوقعات أن تعمل إسرائيل على تمكين الفلسطينيين من تعهدات قرار 242 التي تشمل استعادة الأراضي المحتلة في نكسة يونيو 1967.
وتابع "إلا أن الفلسطينيين دخلوا الاتفاقية مجردين من أوراق الضغط، لأسباب موضوعية تتمثل في الوضع العربي العام، وأخرى ذاتية تتعلق بقدرة القيادات الفلسطينية على إدارة الصراع بعد أوسلو بشروط مختلفة تمامًا عن الشروط التي كانت سائدة قبل الاتفاقية، وبالتالي، فالحديث عن تفاصيل فشل أوسلو حديث لا ينقطع ولكنها تبقى مجرد تفاصيل أما الجوهري في الفشل فهو قيام الاتفاقية على أساس افتراضات خاطئة من البداية".
واعقب السياسي الأردني بأن الاتفاقية ساهمت في الحالة المعقدة التي وصلت لها القضية الفلسطينية، فهي أزاحت كامل العبء عن جميع الدول العربية في اتخاذ أي خطوات منفردة مع الجانب الإسرائيلي، وجعلت القضية الفلسطينية تنحصر في مسائل إجرائية مثل الحكم المحلي والسيطرة على قطع محدودة من الأرض، ومكنت إسرائيل من التخلص من مسئولياتها بوصفها سلطة احتلال لتحصل على الكثير من ترتيبات التنسيق الأمني، ونزعت صفة الثورية عن الحركة الوطنية الفلسطينية لتحولها إلى بيروقراطية محملة بالمشكلات على أرض الواقع.
كذلك اعتبر المحاريق أن المبادرة العربية لعام 2002 أتت متأخرة للغاية، فالمنطقة العربية كانت انقسمت إلى محورين أو أكثر، وكان الجانب الإسرائيلي حقق الكثير أصلًا أثناء المرحلة التي شهدت طرح المبادرة وفي المراحل اللاحقة، وأعتقد أنها أصبحت غير ضرورية أصلًا للجانب الإسرائيلي في ظل العلاقات الثنائية التي يستحوذ فيها على الكثير من المكتسبات.
مؤتمر القاهرة للسلام
وقال المحاريق إنه من الصعب حاليًا الحديث عن مسألة طرح مبادرات جديدة، لا يمكن في هذه المرحلة استعادة فكرة السلام بعد قتلها بصورة منهجية في الأعمال الوحشية الإسرائيلية، ولكن ما يتوجب فعله هو الحيلولة دون انفلات الأوضاع وخروجها عن السيطرة، وهنا التعويل على قمة القاهرة والدور المصري وحدود الممكن فعليًا في ظل عدم وجود شريك على الطرف الآخر.
واختتم تصريحاته قائلًا: "أعتقد أن الدعوة المصرية لقمة القاهرة مهتمة بتجنب تعقيد الأوضاع والمزيد من الخسائر البشرية وربما يكون هذا الهدف الواقعي الذي يجب التمسك به".