أبوالغيط يدعو لتعظيم الشراكة مع القطاع الخاص العربى لزيادة كفاءة الاقتصادات
دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إلى أهمية تكاتف الجهود لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص العربي على النحو الذي يزيد من كفاءة أداء اقتصاداتنا، ويمكّن من تقديم حلول تساهم في تحقيق أجندة التنمية المستدامة من خلال زيادة الاستثمارات في المشروعات الخضراء والنظيفة.
مؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين
جاء ذلك في كلمة أبوالغيط التي ألقتها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، أمام الدورة (20) لمؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب بالعاصمة الأردنية "عمان".
وقال أبوالغيط، في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية اليوم الخميس، إن تنفيذ خطط إحياء مسيرة التنمية والدفع بها قدمًا يتطلب تعظيم دور القطاع الخاص العربي لتمكينه من القيام بدور أكبر في خلق الثروة، ولمساعدة الحكومات العربية في جهودها لتوفير فرص عمل لائقة ومستدامة.
تمكين القطاع الخاص
وأضاف "أن الدول العربية بذلت جهودًا مقدرة لتمكين القطاع الخاص من خلال تحسين بيئة الاستثمار، وتحديث القوانين، وتيسير الإجراءات الإدارية، وتعزيز البنى التحتية"، معتبرا أن هذه الخطوات، وإن كانت إيجابية في مجملها، إلا أنها غير كافية لمحو تبعات الأزمات الاقتصادية ومجابهة آثار التقلبات المناخية التي تزداد وتيرتها على نحو مقلق.
وتابع أبوالغيط: "إن الحلول المستدامة تحتم علينا ألا نركّز فقط على زيادة معدلات التنمية، بل أيضًا على طريقة إحداث النمو ومصادره التي يجب أن تكون مستدامة وعادلة، بحيث تضمن أكبر قدر من المساواة في المداخيل، وتراعي حق الطبيعة وتزيد من صمود الفئات الهشة في مجابهة الأزمات".
وقال أبوالغيط: "إنني أعوّل على دور القطاع الخاص العربي بوصفه شريكًا استراتيجيًا لمجابهة التحديات الراهنة وفق رؤية عربية تفهم الواقع وتركز على أولويات المنطقة"، مشيرا إلى أن القطاع الخاص العربي يملك طاقات غير مستغلة، تمكّنه ليس فقط من استغلال الفرص العربية، بل أيضًا من لعب دور إقليمي ودولي في التنمية.
تطورات الأوضاع فى فلسطين
وأضاف "أن التطورات الخطيرة في فلسطين وما يتعرض له إخواننا في غزة من جرائم خالفت كل الأعراف الإنسانية ومن محاولة للتهجير القسري حال دون مشاركتي في المؤتمر، إذ نضم جهودنا إلى المساعي الدولية التي تهدف إلى وقف جرائم التطهير العرقي والعقاب الجماعي الذي يتعرض له الفلسطينيون على نحو ممنهج".
واعتبر أبوالغيط، أن انعقاد هذا المؤتمر دوريًا على مدار أربعين عامًا مضت، دليل على حرص القائمين عليه لجعله منصة عربية ودولية لجلب الاستثمار وفتح قنوات التشاور بين الجهات الفاعلة الحكومية والخاصة في كافة القطاعات الاقتصادية والخدمية، وقد أثبت بالفعل أنه فضاء مهم لعرض الفرص الاستثمارية، بما يفضي لإقامة شراكات تدفع بمسيرة التنمية في الدول العربية.
وأوضح أن جامعة الدول العربية ليست رابطة لتوثيق العمل السياسي فحسب، بل تتعداه إلى مجالات أخرى ترتبط بالرفاه الإنساني وتحقيق التنمية في مفهومها الشامل، تحقيقًا للشعور العربي بوحدة المصير والمقاصد.
وأكد أبو الغيط، أنه لن يكتمل ذلك الشعور ببلوغ المقاصد إلا برؤية الشعب الفلسطيني يسترد أرضه وينعم بحقه المسلوب في التنمية لأن الأمة العربية أمة واحدة يغمرها شعور البدن الواحد، عندما يصاب جزء منه يتألم سائره، مضيفا "أننا نجتمع اليوم وقلوبنا على ما يحدث لإخواننا في غزة.. داعين المولى عز وجل أن يحفظ أهلها".
أزمة ركود اقتصادي
وأشار إلى أن مؤشرات التنمية العالمية التي ترصدها التقارير الدولية تؤكد أن العالم يعيش أزمة ركود اقتصادي، أدخلت الجميع في مرحلة جديدة من الشك وصعوبة التنبؤ، حتى على المدى المتوسط، فتباطؤ أرقام النمو وفقدان بعض المكتسبات المحققة خلال العقد الماضي، أصبحا حقيقة لا جدال فيها، لافتا في هذا الإطار إلى ما أصدرته الأمم المتحدة مؤخرًا أن 12% فقط من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030 تسير في الطريق الصحيح.
وقال أبوالغيط إن المنطقة العربية تتصل بالوضع العالمي تأثيرًا وتأثرًا، إذ تعاني من تبعات أزمات محلية مستعصية وأخرى عالمية متشابكة ومتلاحقة خلّفت أعباءً ثقيلة، حيث تراجعت القدرة الشرائية لفئات واسعة من مجتمعاتنا، وارتفعت معدلات التضخم والاستدانة إلى مستويات مقلقة، متأثرة بتقلبات أسعار الطاقة والغذاء وتذبذب سلاسل الإمداد العالمية.
وتساءل أبوالغيط: كيف السبيل لتجاوز تلك العقبات؟ وكيف يمكننا تدارك الأوضاع وتصحيح المسار؟، وأجاب: "هذا هو السؤال الذي سيعكف المؤتمر على بحثه لإيجاد حلول عربية تراعي خصوصية المنطقة وأوضاعها".
وعلى صعيد العمل العربي المشترك، أشار أبوالغيط إلى أن جامعة الدول العربية حققت إنجازات ملموسة لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي وتسهيل حركة التجارة البينية، منها منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ومنطقة التجارة العربية في الخدمات التي دخلت حيز النفاذ منذ عام 2019، وإطلاق السوق المشتركة العربية للكهرباء مطلع هذا الشهر، فضلًا عن العديد من الأنشطة التي تعرّف بالفرص الاستثمارية العربية وتساهم في بناء قدرات الشباب العربي في مجالات ريادة الأعمال والابتكار.